التوتر الإسرائيلي-الإيراني يشعل أسعار الطاقة ويتسبب في ارتباك الأسواق وتأثيرات سلبية على الاقتصاد العربي: التضخم يعود للارتفاع وسلاسل الإمداد تواجه ضغوطًا جديدة

تشهد المنطقة تصعيدًا خطيرًا بتصاعد المواجهات بين إسرائيل وإيران، مما يحمل آثارًا اقتصادية عميقة تمتد إلى الأسواق العالمية، ويشمل ذلك الاقتصاد المصري. الحروب بين الدولتين أدت إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط والغاز نتيجة المخاوف من تعطل الإمدادات القادمة من الخليج العربي، خصوصًا عبر مضيق هرمز الذي يعتبر ممرًا لنحو 20% من النفوط العالمية. مع بداية النزاع، تجاوزت أسعار النفط 95 دولارًا للبرميل، مما يزيد معدلات التضخم في الدول المستوردة للطاقة ويعطل خطط التعافي الاقتصادي بعد جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.

تأثير أسعار النفط على الاقتصاد العالمي

الدكتور محمد رضا، خبير الأسواق المالية، أشار في تصريحاته إلى أن الأسواق المالية العالمية تشهد تراجعًا حادًا نتيجة هروب المستثمرين نحو أصول آمنة مثل الذهب والدولار الأمريكي، مما زاد الضغط على عملات الأسواق الناشئة وأدى إلى تقلبات شديدة في مؤشرات البورصات العالمية. بالنسبة لمصر، فإن التأثير مضاعف بسبب الضغوط المسبقة على العملة المحلية والعجز في الميزان التجاري، فمع ارتفاع أسعار النفط، يتزايد العبء على فاتورة استيراد الطاقة، مما يزيد الضغط على الاحتياطي النقدي، ويرفع تكاليف النقل والإنتاج، ويؤثر على أسعار السلع الأساسية للمواطنين.

آثار التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران على الأسواق الناشئة

التوترات المستمرة تهدد قطاع السياحة الذي بدأ يتعافى، خاصة إذا امتدت الحرب وأثارت مخاوف أمنية في المنطقة. وحتى تحويلات المصريين في الخليج قد تتأثر في حال تأثرت اقتصادات تلك الدول باضطرابات السوق النفطية. يرى الخبراء أن الحكومة المصرية تواجه تحديًا في إدارة هذا الوضع، وقد تضطر إلى إعادة التوجيه المالي مع مخاطر تهدد الاستقرار النقدي إذا طالت الحرب.

البورصات وتأثير الحرب على الأسواق المالية

اندلاع المواجهات بين إسرائيل وإيران شكل صدمة للأسواق المالية العالمية التي لم تتعاف بعد من أزمات مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية. المستثمرون يتجنبون المفاجآت خصوصاً الجيوسياسية منها، فمع تصاعد الحرب بين قوتين إقليميتين وتحالفاتهما المعقدة، ارتفعت المخاطر في نظر الأسواق. التحديات لا تتعلق فقط بتمدد الحرب إلى دول أخرى، بل تشمل أيضًا تأثيرات غير مباشرة مثل ارتفاع أسعار النفط واضطرابات سلاسل التوريد.

الأزمات المتلاحقة وتأثيرها على الأسواق الناشئة

الأسواق الناشئة، كنتيجة للاعتماد العالي على استيراد الطاقة، هي الأكثر تأثرًا. ارتفاع أسعار النفط بسبب التوتر في الخليج دفع المستثمرين إلى سحب أموالهم منها، مما يهدد استقرار هذه الاقتصادات. المشهد العالمي مرهون بكيفية احتواء الأزمة، فإذا امتدت الحرب وشاركت أطراف أخرى فإن توقعات الأسواق العالمية قد تتدهور بصفة كبيرة.

النفط العالمي والتداعيات الاقتصادية

الدكتور أشرف غراب أشار إلى أن استمرار تصعيد المواجهات بين إسرائيل وإيران ينذر بتداعيات خطيرة تطال الأسواق الإقليمية والعالمية وتهدد الاستقرار المالي في الشرق الأوسط. ارتفاع أسعار الذهب والنفط والغاز إثر الضربات المتبادلة يؤثر بشكل مباشر على حركة رؤوس الأموال، خاصة في الأسواق الناشئة، لأن الاستثمارات الأجنبية تعتمد على الاستقرار السياسي.

تزايد الضغوط التضخمية والاضطرابات في سلاسل الإمداد

يشير غراب إلى أن التصعيد العسكري سيتسبب في اضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية ورفع تكاليف الشحن والتأمين، مما يؤدي إلى زيادة أسعار السلع الأساسية والخدمات. يضغط هذا الواقع على الاقتصادات المستوردة للطاقة والسلع، فتقلبات الأسواق تؤثر سلبًا على تسعير الأسهم العالمية واستقرار العملات، مما يزيد من التحديات في تحديد أسعار الفائدة المستقبلية.

فيتو تقدم متابعة للأحداث على مدار الساعة، وتشمل الأسعار والأخبار الرياضية والسياسية والاقتصادية والفنية من مختلف أنحاء العالم، مع تغطية شاملة للدوريات الرياضية الكبرى مثل الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.