صواريخ في الأفق وتقلبات في الأسواق المالية – أسبوع مشحون بسبب الصراع بين إيران وإسرائيل

تشهد الأسواق العالمية تقلبات مختلفة نتيجة الأحداث السياسية والاقتصادية المتلاحقة، خاصة الحرب بين إيران وإسرائيل التي تسببت في ارتفاع أسعار الشحن بنسبة 15% في بعض المسارات، مع تحذيرات من البحرية البريطانية والمؤسسات الدولية حول مخاطر في ممرات الطّاقة المهمة، وإلى جانب ذلك ارتفعت أيضاً أقساط التأمين على الشحنات النفطية، مما أثر بشكل مباشر على سلاسل الإمداد العالمية.

تأثيرات الحرب على الأسواق العالمية

تشهد الأسواق العالمية تراجعاً واسعاً بعد مواجهة إسرائيل وإيران، حيث تراجع مؤشر EGX30 المصري بنسبة 4.6% بينما خسر المؤشر السعودي “تاسي” 2.1%، وهذا يعكس الضغوط الكبيرة على الأسواق المالية، تأثرت بورصات الخليج وآسيا بشكل ملحوظ، مع تحول واضح نحو الأصول الأكثر أماناً مثل الدولار، الذي ارتفع مؤشره بنسبة 0.5%، مدعوماً من القرار النقدي المتشدد للفيدرالي الأمريكي.

العملات والذهب في مرمى التأثيرات

شهدت العملات العالمية تحركات ملحوظة نتيجة التوترات الجيوسياسية، حيث انتعشت عملات مثل الدولار الكندي والكرونة النرويجية مع ارتفاع أسعار النفط، بينما تراجعت عملات الأسواق الناشئة، ارتفع الذهب في البدء إلى 3457 دولاراً للأونصة، قبل أن يعاود الانخفاض بفعل الطمأنات الأمريكية وتثبيت الفائدة من جانب الفيدرالي الأمريكي، توقعات السوق المستقبلية تشير إلى استمرار الطلب على الذهب في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار العالمي.

أسعار النفط وتداعيات مضيق هرمز

ارتفعت أسعار النفط بنحو 13% حيث تجاوز سعر خام برنت 78 دولاراً للبرميل عند اندلاع المواجهات، قبل أن يتراجع قليلاً إلى 77 دولاراً، تتوقع مؤسسات مالية بارزة مثل “سيتي جروب” أن يصل سعر الخام إلى 90 دولاراً حال إغلاق مضيق هرمز، مع تحذيرات من وكالة “فيتش” بشأن تداعيات جيوسياسية طويلة الأمد، أرباح شركات الطاقة الكبرى مثل “شل” و”بي بي” ارتفعت أيضاً مع الطلبات المتزايدة على خام برنت.

التوترات الجيوسياسية تضغط على سلاسل الشحن

تشهد أسواق الشحن البحري ضغوطًا كبيرة وسط تقارير متزايدة عن تهديدات محتملة للممرات الحيوية لنقل الطاقة، ارتفعت أقساط التأمين على شحنات النفط، ما يزيد من الأعباء على سلاسل الإمداد العالمية، كما تعرض قطاع الطيران لأزمات ضخمة، حيث فقدت “طيران الجزيرة” الكويتية نحو 18.4% من قيمتها السوقية، بينما تراجعت “العربية للطيران” بنحو 10%، نتيجة للتوترات المتصاعدة وتحويل مسارات الطيران.

من الناحية الاقتصادية والتجارية، تظهر التوترات تأثيرًا مباشرًا على سلوك المستثمرين وتجعل من الصعب التنبؤ بسلوكيات الأسواق في المستقبل، نظرًا لارتباط الأسواق وكفاءتها على المستوى العالمي؛ تظل المخاوف من انكشاف البنوك الخليجية والمصرية على تداعيات الحرب قائمة، بما في ذلك بنوك مثل “الراجحي” و”الأهلي السعودي”، في ضوء الاضطرابات المستمرة.