«توتر عالمي» أسعار الذهب ترتفع بسبب أزمة الشرق الأوسط هل يستمر الارتفاع

لقد ارتفعت أسعار الذهب اليوم بشكل ملحوظ، وهو ما يُعزى إلى التوترات الجيوسياسية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، مما أدى إلى زيادة الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب. ومع ذلك، فإن تحفّظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض أسعار الفائدة في المستقبل قد حدّ من هذه المكاسب، إذ ما تزال التوقعات محاطة بكثير من الحذر وعدم اليقين.

ارتفاع أسعار الذهب بفعل التوترات الجيوسياسية

التوترات الجيوسياسية تلعب دورًا محوريًا في تحريك أسعار الذهب عالميًا، إذ سجّل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 3376.48 دولار للأونصة. بينما شهدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب انخفاضًا بنسبة 0.4% لتصل إلى 3393.70 دولار. هذا التباين يعكس تقلبات السوق وتأرجحه بين التوترات الجيوسياسية والتوقعات الاقتصادية المتغيرة. تيم ووترر، كبير محللي السوق في كيه.سي.م تريد، أشار إلى أن الموقف الحالي قد يجعل الأسواق مترقبة لمزيد من عدم الاستقرار إذا تطورت الأوضاع إلى حد تدخل الولايات المتحدة المباشر.

الموقف الأمريكي تجاه الصراعات في الشرق الأوسط

تشهد الأوضاع في الشرق الأوسط تصاعدًا ملحوظًا في التوترات، حيث أن امتناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التصريح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك في الهجمات الإسرائيلية على المواقع النووية والصاروخية الإيرانية قد أضاف ضبابية إضافية للمشهد. هذا السيناريو يجعل التوقعات بشأن تطورات الأوضاع المستقبلية غامضة إلى حدٍ ما. وفقًا لمصادر من وكالة “رويترز”، قامت الولايات المتحدة بنقل بعض الطائرات والسفن من قواعدها في الشرق الأوسط كإجراء احترازي قد يشير إلى استعدادها لمواجهة تهديدات متوقعة.

الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات الجيوسياسية

يُعتبر الذهب واحدًا من أهم أصول الملاذ الآمن خلال فترات عدم الاستقرار، حيث يلجأ المستثمرون إليه كوسيلة للحفاظ على القيمة. على الرغم من ذلك، فإن قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بتثبيت أسعار الفائدة الأمريكية قد جعلت توقعات التحركات المستقبلية محاطة بالكثير من الحذر. الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى خفض الفائدة بنصف نقطة مئوية، إلا أن التوقعات بشأن الإيقاع والزمن الدقيق لهذا الخفض ما تزال غير واضحة تمامًا.

الوضع الراهن للمعادن النفيسة

شهدت المعادن النفيسة الأخرى تفاوتًا في الأداء، حيث تراجعت الفضة بنسبة طفيفة تصل إلى 0.2%، في مقابل ارتفاع في قيمة البلاتين بنسبة 1.5% والبلاديوم بنسبة 0.6%. هذا التفاوت يشير إلى تحركات المستثمرين نحو التنوع في الأصول المرتبطة بقطاع المعادن، والتي تتأثر بدورها بالتوترات الجيوسياسية وتوقعات السوق.