«صعود مفاجئ» الذهب يتجاوب مع توترات الشرق الأوسط واضطراب النفط

في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران، شهدت الأسواق العالمية حالة من التباين الخميس وسط ضبابية القرار الأمريكي حول التدخل العسكري المحتمل، وفقدت الأسواق جزءًا من استقرارها المعتاد متأثرة بالتوترات، مما أدى إلى تذبذب الأسعار في مختلف القطاعات بما في ذلك الذهب والنفط.

«الملاذ الآمن» الذهب

الذهب، الذي يُعتبر دائمًا «الملاذ الآمن» في أوقات الأزمات، شهد ارتفاعًا في الأسعار نتيجة لتزايد قلق المستثمرين من تفاقم النزاع في الشرق الأوسط، ارتفعت أسعار الذهب الفورية ليصل قيمتها إلى 3376.48 دولارًا للأوقية، ويأتي ذلك وسط حالة ترقب للقرارات السياسية وخاصة ما يتعلق بالموقف الأمريكي تجاه التدخل في الصراع القائم

كما علّق تيم ووترر من KCM Trade على انتعاش الذهب المؤقت وأهمية مراقبة الدور الأمريكي، خاصة إذا قررت الولايات المتحدة التدخل المباشر، مما قد يؤدي إلى رفع كبير في المخاطر الجيوسياسية، وسط توقعات بخفض إضافي في أسعار الفائدة بنهاية العام مما قد يعيد تشكيل الطلب على المعدن النفيس

سوق النفط وتقلباته

رغم المخاطر الإقليمية المستمرة، شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا نتيجة الإشارات المتناقضة من الرئيس الأمريكي حول التدخل في الصراع، حيث انخفض خام برنت بشكل طفيف ليصل إلى 76.33 دولارًا للبرميل، في حين تراجعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط وبلغت 74.86 دولارًا، تتحمل الأسواق علاوة مخاطرة إضافية بانتظار القرار الأمريكي المستقبلي

• خام برنت: 76.33 دولار/برميل
• خام غرب تكساس الوسيط: 74.86 دولار/برميل

ووفقًا للمحلل توني سيكامور، يبقى القلق قائمًا حول إمكانية تعطيل إمدادات النفط عبر مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله نحو 19 مليون برميل يوميًا، وهذه التوترات تعزز احتمالية حدوث تغير في الأسعار، حيث أن أي ضربة عسكرية قد ترفع الأسعار مباشرة بمقدار 5 دولارات

الأداء العام للأسواق

مع ترقب المستثمرين لتحديثات السياسات النقدية الأمريكية، يبدو أن الأسواق عالقة بين عاملين متضادين، فالتوترات الجيوسياسية تدعم الذهب كملاذ آمن، فيما يمتد تأثير السياسة النقدية الأمريكية على الطلب العالمي على النفط والأسهم، الشكوك المستمرة حول احتمالات التصعيد العسكري تلقي بظلالها على أداء الأسواق وتجعل من تتبع مؤشرات جديدة أمرًا ضروريًا لفهم اتجاهات الأسعار المستقبلية

مؤشرات المعادن النفيسة الأخرى

على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة بشكل طفيف ليسجل 36.66 دولارًا للأوقية، بينما صعد البلاتين بنسبة 1.5% إلى 1342.36 دولار، في حين ارتفع البلاديوم بمقدار 0.6% ليصل إلى 1055.18 دولار، تعكس هذه التحركات التفاوت في الطلب على المعادن وانعكاسات التوترات الجيوسياسية عليها