انخفاض الدولار قبيل قرار الفيدرالي الأمريكي حول سعر الفائدة

تعثر الدولار الأمريكي في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية الراهنة، مع تباين توقعات المتداولين حول مستقبل العملة الخضراء، ففي سوق الفورية هناك ميل لبيع الدولار والتوجه صوب عملات أخرى، مما أدى إلى انخفاض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته منذ فترة طويلة، بينما في سوق العقود الآجلة، يعكس التوجه التشاؤمي توقعات متباينة بسبب الشكوك حول سياسة الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، إضافة إلى تأثير العوامل الجيوسياسية وأسعار النفط المرتفعة.

احتمال تثبيت أسعار الفائدة الدولار

تستعد الأسواق لقرار مهم من الاحتياطي الفيدرالي حول أسعار الفائدة، ويتوقع معظم المتخصصين أن يثبت الاحتياطي سياسته الخاصة بالفائدة دون تغيير، رغم بيانات التضخم المتراجعة في الفترة الأخيرة، وبهذا الشأن، يرى المحللون أن هناك فرصًا لخفض أسعار الفائدة مستقبلاً وخاصة إذا استمرت الضغوط الاقتصادية، يمكن أن يتسبب التوتر المتزايد في الشرق الأوسط في دعم الدولار كمصدر للملاذ الآمن، ما قد يغير من خطط الاحتياطي الفيدرالي، ففي ظل تكهنات برفع أسعار النفط، قد يعزف المستثمرون عن الأصول ذات المخاطر المرتفعة لصالح العملة الأمريكية.

التحركات الجيوسياسية وأثرها على الدولار

تزيد التوترات بين إسرائيل وإيران من حالة الغموض في الشرق الأوسط، مما يؤثر على أسعار النفط ويمثل دعمًا قويًا للدولار، كون الولايات المتحدة تعتبر مصدرًا رئيسيًا للنفط، يجعلها هذا الوضع في موقف أفضل يدفع الدولار للاستفادة من هذا الزخم المؤقت، فالمحللون مثل إلياس حداد، يشيرون إلى أن التصعيد العسكري قد يحفز التحول نحو الدولار كملاذ آمن، على الرغم من القلق المستمر بشأن السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

السوق الفورية والدولار الأمريكي

في السوق الفورية، تشير البيانات إلى أن المتعاملين يتخلصون من الدولار لصالح عملات أخرى، مما أدى إلى تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له اليوم، وينتظر السوق بفارغ الصبر قرار الاحتياطي الفيدرالي، فمن الممكن أن تؤدي التوقعات بخفض أسعار الفائدة إلى استمرار ضعف الدولار أمام ذات المستويات الحالية، وإذا استمر التوجه في سوق الفورية نحو بيع الدولار، فقد يشهد الدولار الأمريكي مزيدًا من التراجع في المستقبل القريب.

التوقعات المستقبلية للتضخم وأسعار الفائدة الدولار

تشير تقارير الأسواق إلى أن التضخم الأساسي في الولايات المتحدة لم يلبِ التوقعات للشهر الرابع على التوالي، وهذا ما يعزز من احتمالية اضطرار الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة لاحقًا، يتوقع المحللون أن تحدث خفضًا بنحو 25 نقطة أساس قبل نهاية العام، بحكم زيادة احتمالية حدوث الخفض الأول في سبتمبر، وهذا يعكس التوقعات بأن اقتصاد الولايات المتحدة يحتاج إلى مزيد من الدعم النقدي في ظل الضغوط الحالية.

العنصرالوضع الحالي
أسعار الفائدة الفيدراليةثبات مستمر
أسعار النفطارتفاع ملحوظ
التضخم الأساسيتراجع متواصل
مؤشر الدولارانخفاض تاريخي مع توجهات متباينة

وهكذا يتضح أن الدولار الأمريكي يواجه تحديات متعددة تتعلق بالتوترات السياسية والعوامل الاقتصادية المختلفة، ورغم التوقعات المتفاوتة، فإن توجهات الاحتياطي الفيدرالي وأسعار النفط ستبقى العناصر المؤثرة في تحديد مسار الدولار خلال الفترة المقبلة.