«ارتفاع قوي» أسعار الذهب تستعد لملامسة 4000 دولار بسبب التوترات الحالية

تشهد أسعار الذهب حاليًا توقعات متفائلة بالوصول إلى مستويات قياسية جديدة، تحت تأثير التوترات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية العالمية. تشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن المعدن الأصفر يشهد طلبًا متزايدًا بين المستثمرين والراغبين في التحوط من التضخم وعدم استقرار العملات الورقية. تعكس هذه التطورات هشاشة الأوضاع الاقتصادية العالمية والتي أصبحت تدفع الكثيرين نحو الأصول الآمنة كاستثمار بديل.

توقعات أسعار الذهب من بنك أوف أمريكا

أعلن بنك أوف أمريكا أن توقعاته تشير إلى إمكانية وصول سعر الذهب إلى 4000 دولار للأونصة خلال الأشهر الـ12 المقبلة، في ظل حزمة من الظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة، ولا تزال المحافظ الاستثمارية العالمية تحتفظ بنسبة صغيرة نسبيًا من الذهب، تصل إلى 3.5% فقط، مما يبرز وجود مساحة كبيرة لاستيعاب مزيد من الاستثمارات في الذهب، ويتوقع البنك أن استمرار تقلب أسعار الفائدة وضعف الدولار سيعزز الطلب على هذا المعدن الثمين.

العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار الذهب

تلعب التوترات الجيوسياسية دورًا رئيسيًا في تحديد أسعار الذهب في الأسواق العالمية، النزاعات المستمرة في الشرق الأوسط وخاصة بين تل أبيب وإيران تُعزز من حالة عدم الاستقرار، مما يدفع بالمستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الذهب، وعقب التصاعد الأخير في الأحداث، شهدت العقود الآجلة للذهب ارتفاعًا كبيرًا لتصل إلى 3440 دولارًا، ما يقارب ذروتها عند 3500 دولار.

توقعات مختلفة من كبار المؤسسات المالية

  • جي بي مورغان: يرى إمكانية وصول الذهب إلى 6000 دولار إذا تحولت 0.5% من الأصول الأجنبية الأمريكية للذهب.
  • غولدمان ساكس: يتوقع أن يصل سعر الذهب إلى 3700 دولار بنهاية العام، مدفوعًا بزيادة طلب البنوك المركزية.
  • مجموعة سيتي: خفضت أهدافها السعرية للذهب إلى 3300 دولار على مدى 0-3 أشهر و2800 دولار للأوقية على مدى 6-12 شهرًا.

العديد من هنا يرى أن أسعار الذهب يمكن أن تتأثر بشكل كبير بسبب أي تطورات في الأزمة الجيوسياسية أو تقلبات الأسواق المالية مستقبلاً.

الذهب عند مستويات قياسية خلال 2023

بلغ مستوى تداول الذهب في الوقت الحالي حوالي 3385 دولارًا، مما يشير إلى ارتفاع بنسبة 30% منذ بداية السنة الحالية، ورغم هذا الارتفاع القوي، فإن الأسعار الحالية تبقى أقل قليلاً من المستويات التاريخية القصوى التي تم تسجيلها في أبريل عند 3500 دولار، وتُظهر هذه الأرقام الاتجاه الصعودي القوي للذهب بدعم من توتر الأوضاع الدولية وثقة المستثمرين في استمرارية نموها.

يتضح من توقعات كبار المؤسسات المالية أن الذهب سيكون أحد الأصول الاستثمارية الرئيسية خلال الفترة المقبلة، مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية والمخاوف من تدهور الاقتصاديات العالمية، ومما لا شك فيه أن المستثمرين يسعون إلى الحفاظ على استثماراتهم آمنة وسط هذا المناخ المليء بالتحولات، ويظل الذهب خيارًا مفضلًا في ظل هذه الظروف.