«قفزة تاريخية» الذهب يواصل الصعود مع تساؤلات حول استمرارية الارتفاع

في عام 2025، يشهد الذهب ارتفاعًا هائلًا كالذي حدث أثناء حمى الذهب في عام 1849، حيث ازدادت أسعاره بنسبة 30% منذ بداية العام. وقد أدى تصاعد المخاوف الجيوسياسية إلى زيادة أسعار الذهب لتتجاوز 3400 دولار للأونصة، متفوقًا على الأسهم والسندات، والبيتكوين. جاءت هذه الزيادة بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران وما أثارته من قلق عالمي حول استقرار أسواق النفط العالمية.

زيادة أسعار الذهب في ظل الصراعات الجيوسياسية

ارتفاع أسعار الذهب في 2025 يرجع إلى تأثير الصراعات الجيوسياسية، حيث أدى انخفاض الإمدادات النفطية إلى زيادة في أسعار النفط مما أثر على الاقتصاد العالمي كثيرًا، ومع اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، زاد الطلب على الذهب كملاذ آمن، إذ أصبح المستثمرون يبحثون عن سبل لحماية استثماراتهم من التقلبات السائدة في الأسواق. هذا الوضع أثار تساؤلات حول إمكان استقرار أسعار الذهب في المستقبل.

التشاؤم وأثره على أسعار الذهب

يرى بعض الخبراء مثل جيم بولسن أن التشاؤم يلعب دورًا كبيرًا في رفع أسعار الذهب، حيث يعتبر الذهب وسيلة للهروب من المخاوف المرتبطة بالأوضاع الاقتصادية والسياسية. وقد أكد بولسن أن تزايد الخوف والسيطرة عليه غالبًا ما يُصعد من تكلفة الذهب، لكن التحذيرات بارتفاع الأسعار إلى ذروتها بعد انهيار ثقة المستهلك لا تزال تُطرح. ومع انخفاض مؤشر تقلبات السوق (VIX) مؤخرًا إلى أقل من 20، يظهر نوع من الاستقرار النسبي في التضخم والأسواق.

آراء متباينة حول مستقبل الذهب

هناك انقسام في الآراء بشأن مستقبل أسعار الذهب، فبينما يرى البعض أنه سيواصل صعوده بسبب الزخم الحالي، يلاحظ آخرون أن هذا الارتفاع المشهود قد لا يدوم طويلًا. منى مهاجان تشير إلى أن الاعتماد على الزخم قد لا يدوم، بينما يرى كريس برايتمن أن الذهب أصل مضاربي يفتقر إلى الأمان، مُشيرًا إلى حالته المتذبذبة للغاية في السوق.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

بعض المحللين يتوقعون استمرار ارتفاع أسعار الذهب، حيث يُرجح إد يارديني أن يصل سعر الأونصة إلى 4 آلاف دولار بنهاية 2025، و5 آلاف دولار مع نهاية 2026، مدفوعًا بالاستمرار في التوترات العالمية. ويرى المستثمرون أن التحدي الرئيسي يكمن في كيفية تعامل الأسواق مع المتغيرات العديدة، منها توسع الصراع في الشرق الأوسط وسياسات الفيدرالي الأمريكي.

استراتيجية التنويع في مواجهة تقلبات السوق

الأمر المؤكد الوحيد هو أن الذهب يعيش فترة زخم استثنائية، فنظرًا للمتغيرات العديدة التي تحيط بالأسواق العالمية، يبقى التنويع في الاستثمار أفضل استراتيجية للمستثمرين في ظل المجهول. تظل أسعار الذهب متأثرة بالأحداث العالمية والسياسات الاقتصادية القوية، وهذا يدعو إلى تحليل دقيق للفرص والمخاطر الموجودة في السوق.