الذهب يتراجع رغم التوترات الجيوسياسية مع توقعات بزيادة الاحتياطي من البنوك المركزية

يسجل سوق الذهب استقرارًا في الأسعار بعد موجة انخفضت خلالها قيمة الذهب بشكل حاد، وذلك نتيجة التوترات المستمرة بين إيران والكيان الصهيوني، وحالة عدم اليقين بشأن دور الولايات المتحدة في هذه الأزمة، واحتمالات وقف إطلاق النار، وفقًا لتقارير شركة جولد بيليون، التي سلطت الضوء على التحركات الأخيرة في السوقين العالمي والمحلي.

أسعار الذهب عالميًا

شهدت أسعار الذهب تقلبات سريعة على المستوى العالمي، حيث سجلت أونصة الذهب في التداولات المبكرة سعرًا يقارب 3388 دولارًا. ارتفعت الأسعار بالأمس إلى 3451 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى لها منذ شهرين، لكنها سرعان ما انخفضت بنسبة 1.4% لتغلق دون مستوى 3400 دولار. يرجع هذا الانخفاض رغم التوترات الجيوسياسية إلى الأحاديث حول إمكانية بدء محادثات أمريكية إيرانية لوقف إطلاق النار، الأمر الذي هدأ جزئيًا من الأوضاع.

توقعات تأثير الفيدرالي الأمريكي على الذهب

تتوجه الأنظار إلى اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الجاري، والذي قد يحمل جديدًا بخصوص سعر الفائدة الأمريكية. رغم عدم توقع تغيير في السعر، فإن تصريحات جيروم باول رئيس المجلس الفيدرالي، بخصوص مسار الفائدة وتأثير التوترات الجيوسياسية المتصاعدة على الاقتصاد الأمريكي والتضخم، سيكون لها دور كبير في تحديد اتجاه أسعار الذهب المقبلة.

رهانات البنوك المركزية على الذهب

وفقًا لتقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي، تتجه العديد من البنوك المركزية لتعزيز احتياطاتها من الذهب، حيث أفادت التقارير بأن 73 بنكًا مركزيًا عالميًا ستزيد من حيازاتها للذهب خلال السنوات الخمس المقبلة. هذا الاتجاه يعزز الابتعاد عن الدولار الأمريكي وتقليل الاعتماد عليه في ظل تضخم الأسواق وتزايد الأزمات الاقتصادية.

أسعار الذهب في السوق المصري

في مصر، استقر سعر الذهب عيار 21 عند مستوى 4825 جنيهًا للجرام بعد انخفاضه السابق من 4920 جنيهًا. يرجع هذا الاستقرار إلى التحركات العرضية في السوق العالمي وتراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، مما ساعد في تهدئة أسعار الذهب محليًا بعدما شهدت موجة ارتفاع سريعة مع بداية الأسبوع، وسط عمليات خروج الأجانب من أدوات الدين المصرية.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب

لا يزال التوقع مفتوحًا حول التحركات القادمة لأسعار الذهب عالميًا مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط ووجود مؤشرات تهدئة دبلوماسية محتملة. وفقًا لمحللي جولد بيليون، قد يعود الذهب لاختبار مستوياته القياسية قرب 3500 دولار للأونصة في حال تصاعدت حدة الأحداث أو أصدرت الفيدرالي الأمريكي أية إشارات سلبية. وفي مصر، يبقى الترقب لانعكاسات هذه التحركات العالمية على السوق المحلي، مع استمرار الاستقرار النسبي حتى تظهر جيوسياسية جديدة.