التوتر بين إسرائيل وإيران ودعوة ترامب يلهبان سوق النفط

ارتفعت أسعار النفط عالمياً، نتيجة الصراع الإسرائيلي الإيراني ودعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسكان طهران بالإخلاء. حققت أسعار النفط ارتفاعاً في الأسواق العالمية، مما يعكس قلقاً بشأن استقرار إمدادات النفط العالمية وتأثرها بالأوضاع السياسية المتوترة. مع استمرار الضغوط العسكرية الإسرائيلية وتفاقم التوترات بين القوى الدولية، باتت أسعار النفط وتوقعاتها محل اهتمام واسع.

أسعار النفط الحالية

شهدت أسعار خام “برنت” زيادة بنسبة 2.2% خلال التداولات، لكنها تراجعت قليلاً لتستقر فوق 73 دولاراً للبرميل. واقترب خام “غرب تكساس” الوسيط من حاجز 72 دولاراً، بعد فترة من التراجع في العقود الآجلة في ظل مؤشرات على محاولة إيران تهدئة التصعيد مع إسرائيل. ومع استمرار الضربات الإسرائيلية على المواقع النووية، توجد مخاوف متزايدة حول تأثير هذه التطورات على سوق النفط.

حتى الآن، لم تتعرض البنية التحتية لصادرات النفط الإيرانية لأضرار مباشرة، وعلى الرغم من غياب خطوات لإغلاق “مضيق هرمز”، الذي يعد ممراً حيوياً لعبور نحو 20% من إمدادات النفط اليومية، فإن أي خطوة تصعيدية في هذا الاتجاه قد تؤدي إلى أزمة حادة في الإمدادات النفطية العالمية.

أهمية مضيق هرمز

ذكرت فاندانا هاري، من شركة “فاندا إنسايتس” للاستشارات، أن السوق مازالت متوترة ولكن لم تصل بعد إلى سيناريوهات كارثية لانقطاع الإمدادات. آثار الأزمة بدأت تظهر بوضوح في سوق الشحن البحري، حيث أشارت البحرية البريطانية إلى تشويش متزايد في إشارات الملاحة في مضيق هرمز والخليج العربي. ومع تردد بعض مالكي السفن في قبول حجوزات جديدة بسبب المخاوف الأمنية، ارتفعت أسعار تأجير ناقلات النفط بشكل ملحوظ.

توقعات أسعار النفط المستقبلية

رغم هذه التوترات، ما تزال أسعار الخام مرتفعة مقارنة بمستوياتها قبل التصعيد. هذا الأمر دفع المنتجين إلى تعزيز تحوطاتهم ضد تقلبات السوق بواسطة العقود الآجلة والخيارات. في ظل ذلك، رفعت “مورجان ستانلي” توقعاتها لسعر النفط بناءً على المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بالنزاع الإيراني الإسرائيلي. هذا الاستنتاج زاد من توقعات عديدة بشأن الأسعار في المستقبل القريب.

وبالتزامن مع هذه التطورات، أعلن البيت الأبيض عن مغادرة الرئيس ترامب المفاجئة لقمة مجموعة السبع متوجهاً إلى واشنطن لمتابعة تطورات الشرق الأوسط، بحسب المتحدثة باسمه كارولين ليفيت، التي أشارت إلى أن المغادرة جاءت بسبب الأوضاع الأمنية المتصاعدة. وفي ذات السياق، سيطرت إسرائيل على جزء كبير من المجال الجوي الإيراني ونفذت ضربات موجهة ضد منشآت نووية وصاروخية، ما أثار مخاوف من تصعيد يطال البنية التحتية للطاقة في المنطقة، المنتجة لثلث النفط الخام العالمي.

انتشار القلق بين المنتجين والمستهلكين على حد سواء يعزز من أهمية متابعة التطورات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث أن تصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني قد يحدث أزمة إمدادات أكثر خطورة مما هي عليه الآن في أسواق النفط العالمية.