«تطورات مثيرة» أسعار النفط ترتفع وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل

أسعار النفط والذهب كانت دائمًا موضوعًا استراتيجيًا يؤثر على الأسواق العالمية، لكن التوترات الأخيرة بين إسرائيل وإيران زادت من هذه الأهمية بشكل كبير، مع تصاعد الاهتمام بالممرات المائية مثل مضيق هرمز، يتحول التوتر السياسي في الشرق الأوسط إلى أزمة تؤثر على الاقتصاد العالمي، حيث يصبح النفط والذهب محاور الاهتمام كملاذ آمن، في مواجهة تصاعد النزاع

تأثير التوترات على أسعار النفط

باءت المحاولات الإسرائيلية للهجوم على البنية التحتية في إيران بارتفاعات سريعة في أسعار النفط، هذه الهجمات أدت إلى قفزة في الأسعار، حيث شهد خام برنت ارتفاعا بنسبة 5.5%، ووصل إلى مستويات لم تُسجل منذ يناير، نقلت هذه المخاطر التوترات السياسية إلى أسعار النفط بشكل مباشر، الابتعاد عن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يجعل مستقبل هذه السلعة الاستراتيجية مفتوحًا على كل الاحتمالات، مما يضع العالم أمام تحديات جديدة في تأمين إمدادات الطاقة

يمر النفط المنقول عبر مضيق هرمز إلى العالم من خلال هذا الشريان الحيوي، مما يضعف أي ثقة في الاستقرار العالمي إذا تم تهديده، إذ إن دولارًا واحدًا يرتفع من خلاله يمكن أن يرفع التضخم العالمي بشكل ملحوظ، وليست المؤسسات المالية وحدها التي تتخوف، بل إن جميع الأطراف المعنية بإنتاج واستهلاك النفط تتابع الموقف بحذر

مأزق مضيق هرمز

لا يزال مضيق هرمز نقطة مركزية في الحوار حول أسواق النفط، إذ إن 90% من صادرات النفط في دول الخليج تمر عبره، ويعتبر الموقع الجغرافي لمضيق هرمز منطلقًا لتوترات عدة، فإذا تم إغلاق هذا الممر المائي، فإن العالم سيواجه أزمة طاقة غير مسبوقة، الشركات والمحللون يؤكدون ضعف احتمال إغلاق المضيق، رغم أن سياسة إمدادات النفط ستظل تحت المراقبة

الذهب كملاذ آمن

وسط الأوضاع الجيوسياسية المتوترة، يظهر الذهب كعنصر استقرار، حيث ارتفع بشكل ملحوظ بعد اشتعال الأزمة بين إسرائيل وإيران، وصلت أسعار الذهب إلى مستويات عالية، وقام البنوك المركزية حول العالم بتعزير احتياطياتها لمواجهة القلق الاقتصادي، الذهب يبرز في هذه الفترة كمؤشر لاستدامة القيمة في زمن الاضطرابات، والارتفاعات الأخيرة تدعم هذا الرأي

العوامل المؤثرة في سعر الذهب

النظرة العامة للذهب تشير إلى اتجاه صعودي تدعمه عوامل أساسية

• التوترات المستمرة في الشرق الأوسط تخلق بيئة غير مستقرة تدفع المستثمرين إلى الاحتفاظ بالذهب كضمان للقيمة
• المشتريات القياسية للبنوك المركزية تعتبر دليلاً على الالتزام بتأمين الذهب كجزء من الاحتياطيات، حيث تجاوزت الكميات المباعة أرقامًا قياسية
• توقعات التضخم والسياسات النقدية تساعد في تعزيز جاذبية الذهب، خصوصًا في ظل التوقعات الاقتصادية غير المستقرة
• الاقتصاد العالمي الغامض يثبت مرات عدة أن الذهب هو أكثر السلع أمانًا للاحتفاظ بالثروة

انسجامًا مع هذه العوامل، يتوقع الخبراء استمرار الارتفاع في أسعار الذهب خلال الأعوام القادمة، مع احتمالات وصول الأسعار إلى أرقام قياسية جديدة

التحدي الحالي هو مدى تأثير الجيوسياسات على الأسواق، حيث يصبح النفط والذهب مؤشري استقرار في خضم الأزمات، يبقى التوقع هو مراقبة المحادثات التجارية والقرارات الاقتصادية الهامة، التي ستحدد مسار الاقتصاد العالمي في الأشهر والسنوات المقبلة، بفضل تأثر الأسواق بالتوترات جيوسياسيًا، وتزايد التوجه نحو سلع الملاذ الآمنة كالنقد والأصول الثمينة.