ارتفاع البورصة واستيعاب “صدمة اللامخاطرة” بشكل مفاجئ.. ما الجديد مقارنة بالأمس؟

عادت البورصة المصرية لتستعيد قوتها بعد الصدمة الكبيرة التي تعرضت لها خلال الأيام القليلة الماضية، حيث ارتفعت مؤشرات البورصة بشكل ملحوظ في بداية تعاملات اليوم الاثنين، مما أدى إلى مكاسب سوقية تُقدّر بنحو 19.5 مليار جنيه، يأتي هذا بعد الخسائر التي منيت بها السوق في جلسة الأمس، إذ فقدت 94 مليار جنيه تحت تأثير مبيعات المؤسسات الأجنبية والمحلية.

مؤشر البورصة المصرية

شهد المؤشر الرئيسي “إيجي إكس 30” صعودًا بنسبة 1.2% ليصل إلى مستوى 31399 نقطة، وارتفع كذلك مؤشر “إيجي إكس 100” بنسبة 1.4% مسجلًا 12579 نقطة، في حين زاد مؤشر “إيجي إكس 70” للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 1.5% ليبلغ 9239.5 نقطة، هذا الارتفاع جاء بعد موجة هبوط تعرضت لها البورصة إثر توترات عسكرية بين إسرائيل وإيران، حيث تسببت تلك التوترات في عزوف المستثمرين عن المخاطرة والتوجه نحو الأمان، الأمر الذي أدى إلى تراجع المؤشرات الرئيسية بأكثر من 4%.

خسائر السوق وتأثيراتها

مع انتهاء تعاملات يوم الأحد، تكبد مؤشر “إيجي إكس 30” خسائر بنسبة 4.6% ليهبط إلى مستوى 31016 نقطة، كان هذا بعد أن شهد في بداية ذلك اليوم هبوطًا كبيرًا بنسبة تقدر بـ 7.5%، كما تراجعت مؤشرات “إيجي إكس 100″ و”إيجي إكس 70” للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنحو 5% لكل منها، وقد شهد السوق تراجعًا جماعيًّا في مختلف القطاعات، في ظل هذا السياق، ارتفعت أسعار ستة أسهم فقط، وكان أكثرها صعودًا سهم شركة القاهرة الوطنية للاستثمار بنسبة تصل إلى 18.4%.

ضرر رأس المال السوقي

تعرض رأس المال السوقي للبورصة لخسائر ضخمة تُقدر بحوالي 94 مليار جنيه ليصل إلى 2.2 تريليون جنيه، كما أن البداية كانت بتراجع يزيد على 124 مليار جنيه خلال الجلسات الأولى من اليوم، وتكمن الأسباب وراء هذه الخسائر في عمليات بيع من قبل المؤسسات الاستثمارية، إذ سجلت المؤسسات المصرية مبيعات صافية بلغت 114.2 مليون جنيه، أما المؤسسات الأجنبية فقد سجلت مبيعات صافية وصلت إلى 142.3 مليون جنيه، فيما سجلت المؤسسات العربية مبيعات صافية تبلغ 77.3 ألف جنيه،

توجه المستثمرين

أما المستثمرون الأفراد فقد اتخذوا موقفًا مخالفًا، حيث قاموا بالشراء بشكل مكثف، وسجل المستثمرون المصريون صافي شراء بلغ 169.8 مليون جنيه، في حين بلغ صافى شراء المستثمرين العرب حوالي 84.8 مليون جنيه، أما المستثمرون الأجانب فقد ساهموا بشكل أقل إذ سجلوا صافي شراء قُدر بمليوني جنيه فقط، ويعكس هذا الوضع التغيرات الكبيرة التي شهدتها ساحة التداولات في سوق الأوراق المالية المصرية في الآونة الأخيرة.
وبالنظر إلى تلك التحركات في الأسواق المالية، تتضح أهمية مراقبة الأوضاع الجيوسياسية وتأثيراتها على الاستثمار والمخاطرة، وكيفية استجابة البورصة لتلك المؤثرات بشكل سريع وفعال.