أسعار النفط تقفز 7% وسط تصاعد الغارات الجوية بين إسرائيل وإيران

قفزت أسعار النفط بنسبة كبيرة عند تسوية الأمس بسبب تصاعد الأحداث بين إسرائيل وإيران، حيث تبادل الطرفان الهجمات الجوية، مما أثار قلق المستثمرين من إمكانية تعطل صادرات النفط العالمية من منطقة الشرق الأوسط، تعتبر أسعار النفط من أهم العوامل المؤثرة على الاقتصاديات العالمية نظراً لاعتماد عدد كبير من الدول على النفط والمنتجات البترولية، وقد شهدت أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط ارتفاعات ملحوظة إثر هذه الأحداث.

أسعار النفط وتأثير النزاعات في الشرق الأوسط

من الضروري الإشارة إلى أن النزاعات في الشرق الأوسط لها تأثير مباشر على أسعار النفط العالمية، فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 4.87 دولار، مسجلة زيادة بنسبة 7.02%، لتصل إلى 74.23 دولار للبرميل، فيما سجلت أعلى مستوى لها أثناء الجلسة عند 78.5 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 27 يناير، في المقابل، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 4.94 دولار، أو 7.62%، ليصل إلى 72.98 دولار، وخلال التداولات، قفز بنسبة تزيد عن 14% ليسجل 77.62 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ 21 يناير، كل هذا يعكس كيف يمكن للأحداث الجيوسياسية تسريع وتقوية تقلبات سوق النفط بسرعة.

الضربات الجوية وآثارها على السوق

ما زالت التوترات بين إسرائيل وإيران مستمرة مع تصاعد هدير الطائرات الحربية والصواريخ، حيث أعلنت إسرائيل استهدافها لمنشآت نووية إيرانية ومصانع صواريخ وقادة عسكريين، معتبرة أن هذه العمليات تأتي ضمن إستراتيجية طويلة الأمد لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، في المقابل، وردت إيران بضربات قوية أسفرت عن إصابة أبنية في تل أبيب وانفجارات في جنوب البلاد، هذه المواجهات تسببت في مخاوف كبيرة من تأثر قطاع النفط في المنطقة، حيث يعتبر منطقة الخليج بمثابة شريان رئيسي في تزويد العالم بالنفط والمنتجات البترولية.

قدرة إيران على الصمود واستمرارية تكرير وتصدير النفط

نفط إيران يعد عنصراً مهماً في سوق النفط العالمي، إذ أنها تنتج حالياً ما يقارب 3.3 ملايين برميل يومياً، وتصدر أكثر من مليوني برميل من النفط والوقود يومياً، حسبما ذكرت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط، هذه الأرقام تشير إلى حيوية دور إيران في الحفاظ على توازن سوق النفط رغم الصراعات الجيوسياسية؛ وعلاقتها بالمنظمات الدولية مثل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

مضيق هرمز والتدفقات النفطية العالمية

يمر عبر مضيق هرمز ما يقارب خمس الاستهلاك العالمي من النفط والمنتجات النفطية، حيث تبلغ الكميات المارة من خلاله يومياً حوالي 18 إلى 19 مليون برميل؛ وهذا الحجم الكبير من تدفقات النفط يعكس مدى أهميته الاستراتيجية، لاسيما أن تصاعد التوترات قد يعرض هذه التدفقات الراسخة إلى مخاطر التقلب، مما ينعكس بدوره على الاقتصاد العالمي؛ حيث يشكل أي تعطيل محتمل تهديداً لاستقرار السوق وللدول التي تعتمد بشكل كبير على واردات النفط من هذه المنطقة الحيوية.