«تحول عالمي» احتياطات الذهب تتجاوز اليورو وتحتل المركز الثاني عالميًا

الذهب يشهد ارتفاعًا كبيرًا في قيمته كملاذ آمن خلال الأوقات المضطربة، حيث أظهرت التقارير الحديثة أن الذهب تفوق على اليورو ليصبح ثاني أكبر أصل احتياطي عالمي مع نهاية عام 2024، مشكلًا نحو 20% من إجمالي الاحتياطات العالمية، بينما يحتفظ الدولار الأمريكي بالصدارة بنسبة 46% من إجمالي الاحتياطات لدى المصارف المركزية العالمية، هذه التحولات تعكس اتجاهًا متزايدًا نحو الذهب كخيار استثماري آمن.

أسباب نمو احتياطات الذهب عالميًا

تتسم زيادة احتياطات الذهب بأنها نتيجة للطلب الكبير من البنوك المركزية على المعدن النفيس، حيث ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية خلال العام الحالي، وقد واصلت البنوك المركزية زيادة حيازتها من الذهب بما يزيد عن 1000 طن في عام 2024، المتزامنة مع تقلبات الأسواق وحالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي التي تدفع إلى المزيد من الاستثمار في الذهب كوسيلة لتحوط المخاطر.

التوجهات العالمية للاستثمار في الذهب

أوضح البنك المركزي الأوروبي أن الطلب على الذهب تزايد بشكل ملحوظ منذ اندلاع الأزمة في أوكرانيا عام 2022، حيث استثمر نحو ثلثي البنوك المركزية في الذهب لتنويع احتياطاتها، ومع فرض العقوبات المالية، زادت الدول القريبة من الصين وروسيا من احتياطات الذهب، بالإضافة إلى دول أخرى شهدت زيادات كبيرة في احتياطات المعدن النفيس.

الذهب والاقتصادات المختلفة

يستمر الارتفاع في الاحتياطات الرسمية للذهب لدى البنوك العالمية، حيث أظهرت الصين زيادة في مخزونها من الذهب للشهر السابع على التوالي في مايو، بارتفاع طفيف في الاحتياطات إلى 73.83 مليون أونصة مقارنة بـ73.77 مليون أونصة في أبريل، ومع ذلك انخفضت القيمة الإجمالية لهذه الاحتياطات من 243.59 مليار دولار إلى 241.99 مليار دولار، ويدفع الاستقرار النسبي في الأسعار والاستمرار في شراء الذهب الدول إلى البحث عن الأمان النقدي.

الذهب: أداة للتحوط والتنوع النقدي

في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، يرتبط الذهب بشدة بالتوجهات النقدية للدول العظمى، حيث يبدو واضحًا أن استمرار الصين ودول أخرى في شراء الذهب، رغم ارتفاع أسعاره، يعكس الرغبة في تقليل الاعتماد على الدولار، حيث يشهد المعدن النفيس مستثمرين يسعون للاستفادة من ثباته النسبي مقارنة بالعملات الأخرى، لذا يعد الذهب وسيلة رئيسية لحفظ القيمة المالية وتحوط ضد المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية.

المشهد الحالي لسعر الذهب والعملات

وصل سعر الذهب إلى أعلى مستوى له في منتصف أبريل عند 3509.90 دولار للأونصة، ومع استمرار عدم الاستقرار الاقتصادي، تظل الدول مثل بولندا وتركيا والهند تضاعف احتياطاتها من الذهب، مما يجعل الذهب ملاذًا آمنًا مفضلاً لدى العديد من الدول، وفي سياق العملات، شهد الدولار تراجعًا طفيفًا في ظل ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية ومؤشرات السياسة النقدية القادمة.

تبدو التغيرات في قيمة الذهب واستراتيجيات الاستثمار متسارعة، مع استمرار تحليل آثار الإطار التجاري الجديد بين الدول الكبرى، مما يعزز أهمية الذهب في الأسواق العالمية.