إلغاء رحلات وتكبد خسائر كبيرة، شركات الطيران تتأثر بأزمة إيران وإسرائيل

تصاعد التوترات السياسية بين إيران وإسرائيل أسفر عن تأثيرات ضخمة على قطاع الطيران العالمي، حيث اضطرت شركات الطيران لتغيير مسارات الرحلات أو إلغاء بعضها، لتجنب التحليق فوق مناطق الصراع مثل إسرائيل وإيران والعراق والأردن، مما أدى إلى خسائر كبيرة للشركات، وتسبب في تراجع أسهمها. شركات الطيران الأوروبية مثل “لوفتهانزا”، “إير فرانس – كيه إل إم” و”إيزي جت” شهدت تراجعات كبيرة في قيمة أسهمها، فيما تأثرت أيضًا الشركات الأمريكية مثل “دلتا إيرلاينز”، “أمريكان إيرلاينز”، و”يونايتد إيرلاينز”.

خسائر هائلة لشركات الطيران

تغير المسارات الجوية وضع شركات الطيران في مأزق، حيث ارتفعت الكلفة التشغيلية بشكل ملحوظ، مما أدى إلى قلق واسع في أوساط المستثمرين والمساهمين. بيانات منصة “فلايت رادار 24” أظهرت تغييرات كبيرة في حركة الطيران فوق منطقة الشرق الأوسط، مما أثار القلق بشأن التأخيرات والمخاطر التشغيلية، خاصة في ظل التوترات الأمنية الحادة في المنطقة والتهديدات المتعلقة بالاستقرار العام.

التوترات تؤثر على قطاع السياحة

تضررت أيضًا السياحة العالمية بشكل كبير نتيجة لهذه الأزمة، فشركات تنظيم الرحلات البحرية، مثل “نورويجيان كروز لاين” و”كارنيفال كورب”، لم تكن بمعزل عن الأزمة، حيث شهدت هذه الشركات تراجعًا في قيمة الأسهم بنسبة بين 3% و4%. أما شركات الحجز الإلكتروني مثل “بوكينج هولدينجز” و”إكسبيديا” فقد هبطت أسهمها بنسبة 1.5%، مع انتشار المخاوف من تباطؤ محتمل في حركة السفر الدولية وزيادة القلق العام من تصاعد الأحداث في الشرق الأوسط.

الانتعاش المفاجئ لأسهم النفط والطاقة

لم تكن كل القطاعات متضررة، حيث شهدت أسواق الطاقة قفزة مع زيادة ملحوظة في أسعار النفط التي تجاوزت 9%، نظرًا للقلق من تعطل الإمدادات عبر مضيق هرمز أحد الممرات الأساسية لإمدادات النفط العالمية. نتيجة لهذه الزيادة، ارتفعت أسهم شركات النفط مثل “إكسون موبيل”، “شيفرون”، وشركات خدمات الحقول النفطية الكبرى مثل “هاليبرتون” و”بيكر هيوز” و”إس إل بي”، بنسبة تتراوح بين 3% و5%، مما يعكس ارتفاع الطلب على النفط في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة.

إجراءات لتعزيز الأمان واستمرار الحركة

في ظل هذا الوضع المعقد، تبحث شركات الطيران عن إجراءات بديلة لتعزيز الأمان وضمان استمرار حركة الطيران دون تعريض الطائرات والركاب لأي مخاطرة. من بين هذه الإجراءات التي يجري دراستها:

• تغيير المسارات الجوية لتفادي المناطق الخطرة
• زيادة التواصل مع حكومات الدول لمتابعة التطورات
• تحسين بروتوكولات الأمان وتدريب الطواقم على التصرف في الحالات الطارئة
• تقييم مستمر لأوضاع الطيران وتأمين التأمينات الخاصة برحلات الطيران

هذا التأزم العالمي يضع ضغوطًا هائلة على الشركات الرائدة في قطاع الطيران، ويمثل تحديًا للإجراءات المتعلقة بكيفية التعامل مع الأزمات الجيوسياسية الكبيرة.