«تأهب الأسواق» الارتفاع في أسعار الذهب يعكس الأزمات الحالية

ارتفعت أسعار الذهب مؤخرًا في الأسواق العالمية مدفوعة بالتوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، مما يعزز الطلب على الأصول التي تُعتبر ملاذًا آمنًا للمستثمرين، يأتي هذا في الوقت الذي أشارت فيه بيانات التضخم في الولايات المتحدة إلى احتمالية خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بالمستقبل القريب، مما جعل الذهب خيارًا جذابًا للكثيرين نظرًا للمخاطر الاقتصادية الحالية، سنقوم باستعراض أحدث تطورات أسعار الذهب وسنتناول الأسباب الدافعة وراء هذا الارتفاع المفاجئ في الأسواق.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثير التوترات الجيوسياسية

شهدت أسعار الذهب زيادةً ملحوظة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% لتصل إلى 3364.10 دولار للأوقية، كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.2% لتسجل 3384.40 دولار، هذا الارتفاع الكبير جاء نتيجة التوترات السياسية في الشرق الأوسط بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول خطط إجلاء المواطنين الأمريكيين من المنطقة، هذه الضبابية في الأوضاع الجيوسياسية سيدف المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول ذات المخاطر العالية واللجوء إلى الذهب كملاذ آمن.

تراجع مؤشر الدولار وتأثيره على الذهب

شهد مؤشر الدولار انخفاضًا بسيطًا بنسبة 0.1%، هذا الانخفاض جعل أسعار الذهب المقومة بالدولار أقل تكلفة للمشترين الدوليين، مما أثر بشكل مباشر على زيادة الطلب على الذهب في الأسواق الخارجية، مما يجعله خيارًا جذابًا للمستثمرين الذين يبحثون عن استثمارات آمنة في ظل الأوضاع الراهنة، القلق من المخاطر الجيوسياسية وأسعار الفائدة المتوقعة لعب دورًا كبيرًا في توجه المستثمرين نحو الذهب.

بيانات التضخم وقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي

أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.1% في مايو، وهي نسبة أقل من المتوقع سابقًا بنسبة 0.2%، هذه البيانات دفعت المتعاملين في الأسواق لتوقع خفض في أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس قبل نهاية العام، من جهة أخرى، يترقب المتداولون بحماس صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة للتعرف على الاتجاه الذي سيختاره مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه المقبل في يونيو، هذه العوامل تشير إلى أن المستثمرين يفضلون الذهب كاستثمار موثوق في ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة.

تحركات أسعار المعادن النفيسة الأخرى

لم يكن الذهب الوحيد الذي شهد تغيرات في الأسعار، فقد ارتفعت الفضة بنسبة 0.3% في المعاملات الفورية لتصل إلى 36.32 دولار للأوقية، بينما سجل البلاتين زيادة بنسبة 0.8% ليصل إلى 1265.32 دولار، محققًا أعلى مستوياته خلال السنوات الأربع الماضية، أما البلاديوم فقد انخفض بنسبة 1% ليصل إلى 1069.65 دولار، يُظهر الجدول التالي مقارنة بين أسعار المعادن النفيسة في السوق:

بالتالي، يُظهر سوق المعادن النفيسة تأثرًا كبيرًا بالعوامل الاقتصادية والجيوسياسية، حيث يبقى الذهب وغيره من المعادن الخيار المفضّل لدى الكثيرين لتأمين استثماراتهم أثناء الأزمات.