«ارتفاع ملحوظ» الذهب يصعد 0.3% مع تزايد قلق المنطقة

المضامين المتعلقة بأسعار الذهب تشهد اهتماماً واسعاً، حيث ارتفعت أسعار الذهب اليوم عقب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط مما دفع المستثمرين للجوء إلى الملاذات الآمنة، وأسهمت بيانات التضخم في الولايات المتحدة في تحفيز التوقعات نحو خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، ليرتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% مسجلاً 3364 دولاراً للأونصة بحلول الساعة الثالثة صباحاً بتوقيت جرينتش، فيما ازدادت العقود الآجلة بنسبة 1.2% إلى 3385 دولاراً، بينما شهد مؤشر الدولار تراجعاً بنسبة 0.1%.

ارتفاع أسعار الذهب وسط التوترات الجيوسياسية

تأتي زيادة أسعار الذهب متزامنة مع إقبال المستثمرين على أصول الملاذات الآمنة وسط تزايد الضبابية الجيوسياسية المتمثلة في تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إجلاء الأمريكيين من الشرق الأوسط بسبب المخاطر المتزايدة. هذا الوضع أسهم في أن تكون أسعار الذهب في دائرة الضوء، إذ تعكس السوق حالياً توقعات واضحة باتجاه خفض الفائدة إلى 50 نقطة أساس بحلول نهاية العام.

تأثير بيانات التضخم على أسعار الذهب

تمثل بيانات التضخم في الولايات المتحدة عاملاً مهماً في تحديد مسار أسعار الذهب، إذ أظهرت البيانات الأخيرة ارتفاعاً طفيفاً في مؤشر التضخم بنسبة 0.1% خلال شهر مايو، وهي نسبة أقل من توقعات الخبراء بزيادة 0.2%، ما يعزز من شأنه احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. ومع ترقب صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، يستعد السوق لمزيد من الحركات المتوقعة في أسعار الذهب، فهذه البيانات قد تعطي دلالات واضحة عن المسار الذي سيتخذه المركزي الأمريكي في اجتماعه المرتقب يومي 17 و18 يونيو، مما قد يؤثر بشكل كبير على التوجهات الاستثمارية.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم تتوقف التحركات عند أسعار الذهب فقط، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى تغييرات مهمة، فقد ارتفعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% لتصل إلى 36 دولاراً للأونصة، بينما شهد البلاتين زيادة ملحوظة بنسبة 0.8% مسجلاً 1266 دولاراً، ليظل قريباً من أعلى مستوى له منذ أكثر من أربع سنوات. على النقيض، انخفض سعر البلاديوم بنسبة 1% ليصل إلى 1070 دولاراً.

يبقى الذهب وأخواته من المعادن النفيسة محور الحديث الاستثماري خصوصاً في ظل التقلبات الجيوسياسية والاقتصادية، فالاستثمار في الذهب يتأثر بشكل مباشر بتوقعات الاقتصاديين حيال السياسات النقدية، وكذلك الأحداث العالمية التي قد تدفع بالمستثمرين نحو الأصول الآمنة. هذا السياق يجعل متابعة الأخبار الاقتصادية والجيوسياسية ضرورة ملحة للمستثمرين لتحديد فرص المضاربة الممكنة على أسعار الذهب.