«تحولات السوق» الذهب إلى 4000 دولار في ظل تصاعد النزاعات التجارية

سجلت أسعار الذهب انخفاضاً طفيفاً بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك، مما يعكس تأثر الأسواق بالأحداث العالمية وخاصة مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، حيث بدأ الذهب يُتداول بمستويات تقارب 3320 دولاراً للأونصة، ويأتي هذا الانخفاض بعد ارتفاعه بنسبة 0.5% في بداية الأسبوع، إذ أظهر الطرفان استعدادهم لتقديم تنازلات متبادلة في المفاوضات.

أسعار الذهب وتأثيرها بالأسواق العالمية

تلعب الأسعار الحالية للذهب دورًا حاسمًا في الأسواق العالمية، حيث إن البلدان الكبرى كالصين والولايات المتحدة تستعد لتقديم خطوات نحو تقليل القيود التجارية، فقد أكمل الوفدان الجولة الأولى من المحادثات التجارية بلندن بنجاح، بيد أن الولايات المتحدة ألمحت إلى إمكانية تخفيف القيود على تصدير التكنولوجيا، بينما وعدت الصين بتخفيف القيود على صادرات العناصر الأرضية النادرة، ومن المنتظر استئناف المفاوضات قريباً.

الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات التجارية

رغم التوترات التجارية العالمية، يبقى الذهب خيارًا آمنًا وملاذاً مستقراً للمستثمرين، وعلى الرغم من التباطؤ في وتيرة ارتفاع أسعار الذهب في الأسابيع الأخيرة، إلا أنها تبدو قريبة من ذروتها الأخيرة التي بلغت 3500 دولار للأونصة في أبريل، تم تعزيز هذا المستوى بسبب المخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية، والتي كانت لها تأثيرات ملموسة في الأسواق العالمية.

ارتفاع أسعار المعادن الأخرى

في الوقت ذاته، استقر البلاتين بعد ارتفاعه بنسبة 4.7% يوم الاثنين، مدفوعاً بنقص في المعروض الذي جعله يسجل أعلى مستوياته منذ مايو 2021، وبالإضافة إلى ذلك، ارتفع الذهب بنسبة تزيد عن 25% خلال عام 2025 بحسب تقرير فرانسيسكو بلانش، رئيس بحوث السلع والمشتقات في بنك أوف أمريكا، وقد توقع في مقابلة مع «بلومبرغ» أن يصل سعر الذهب إلى 4000 دولار للأونصة بحلول عام 2026، متوقعاً صدمة كبيرة بالأسواق لتدفع هذا الارتفاع المحتمل.

توجهات السوق المالية الآنية

بينما تراجعت أسعار الذهب بنسبة 0.2% لتصل إلى 3318.73 دولاراً للأونصة في الصباح بتوقيت سنغافورة، شهدت الفضة كذلك انخفاضاً طفيفاً ولكنها بقيت قرب أعلى مستوياتها في 13 عاماً، ومع ذلك، فإن مؤشر بلومبرغ للدولار أظهر استقراراً، وأيضاً تراجع البلاديوم في تداولاته اليومية، من جهة أخرى، يتطلع المستثمرون لتطورات مزاد سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل المتوقع يوم الخميس، في ظل مخاوف عالمية متزايدة تجاه الديون الأمريكية.

تعتبر هذه الأحداث والتطورات مؤشراً على قيمة الذهب كاستثمار طويل الأمد للمستثمرين الذين يسعون إلى الاستقرار في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية الحالية، ومن المتوقع أن يؤدي استمرار المحادثات التجارية والعوامل الاقتصادية الأخرى إلى مزيد من التقلبات في أسعار الذهب في المستقبل القريب.