«أكبر عملية أمنية» كيف تمكنت السلطات من كشف هوية أخطر قراصنة العالم

شهدت الآونة الأخيرة حملة دولية واسعة النطاق، استهدفت إحدى أكبر شبكات البرمجيات الخبيثة التي تدار من قبل مجرمين يحملون الجنسية الروسية. وقد تمت هذه العملية بالتنسيق بين وكالات التحقيق الإلكترونية في أوروبا وأمريكا الشمالية، بمشاركة جهات متعددة مثل السلطات الألمانية والأمريكية والفرنسية، وأسفرت عن تفكيك الهجمات الرقمية التي شكلت تهديداً كبيراً للأنظمة الرقمية الدولية.

تفكيك شبكة البرمجيات الخبيثة: تحقيق دولي موسع

قاد عملية تفكيك شبكة البرمجيات الخبيثة مكتب التحقيقات الجنائية الألماني بالتعاون مع أجهزة شرطية من دول مختلفة من بينها كندا والولايات المتحدة وهولندا. تم توجيه اتهامات إلى 37 مشتبهاً، وصدرت مذكرات توقيف دولية بحق 20 منهم؛ حيث كشفت التحقيقات عن تورط هؤلاء الأشخاص في قيادة برامج خبيثة مشهورة مثل Qakbot وDanabot. ومن بين أبرز المتهمين الروسي فيتالي نيكولايفيتش، الذي يعد أحد أخطر المبتزين الإلكترونيين وأكثرهم تأثيراً على الساحة العالمية.

أهداف البرمجيات الخبيثة وآثارها الكارثية

لم تكن عمليات البرمجيات الخبيثة موجهة نحو زعزعة استقرار الحكومات فقط، بل استهدفت أيضاً الشركات الكبرى والمؤسسات المالية، من خلال هجمات الابتزاز الإلكتروني وسرقة البيانات الحساسة. على سبيل المثال، تعرضت العديد من المؤسسات مثل سلسلة “ماركس آند سبنسر” البريطانية لهجمات خطيرة، تمثلت في اختراق أنظمتها، وخلق أضرار مالية جسيمة. كما كشفت لوائح الاتهام في الولايات المتحدة أن أحد البرامج الخبيثة تسبب لوحده في اختراق أكثر من 300 ألف جهاز في دول مثل أستراليا، بولندا، والهند، مما أكسب هذه الشبكات سمعة سيئة على المستوى الدولي.

عملية “إند جيم”: ضربة قاصمة للهجمات الإلكترونية

أطلقت عملية “إند جيم” عام 2022 بقيادة السلطات الألمانية، معنية بتتبع أنشطة مجموعات البرمجيات الخبيثة، حيث اشتهرت جماعة “كونتي” بتركيز هجماتها على المستشفيات الأمريكية أثناء جائحة كورونا، ما دفع الولايات المتحدة لرصد مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل تقديم معلومات عن قادتها. وقد استهدفت الهجمات الإلكترونية أهم المؤسسات؛ ومنها عسكرية ودبلوماسية، مع استخدام خوادم خاصة لتخزين البيانات المسروقة والتي تم تهريبها إلى روسيا. تُعد هذه الجهود الدولية خطوة متقدمة نحو تحقيق الأمن الرقمي ومقاومة الجرائم السيبرانية المتزايدة التي تهدد قطاعات حيوية.