شيخة المزروع: أيقونة التشكيل الإماراتي الحديث تنبض بإبداع فني استثنائي

تمثل الفنانة الإماراتية الشابة شيخة المزروع رمزاً بارزاً في مشهد الفن المعاصر لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث استطاعت عبر مسيرتها الفنية أن تعيد تعريف مفهوم النحت ليكون حواراً فلسفياً بين المادة والمكان والهوية. مواليد عام 1988، نجحت المزروع في الجمع بين التوازن والعمق الفني مدعومةً بخبرات معرفية نالتها عبر مشاركات دولية وأعمال مميزة.

شيخة المزروع: الفن كحوار مع المكان والزمان

حرصت الفنانة شيخة المزروع في مسيرتها الفنية على استكشاف العلاقة بين الزمان والمكان من خلال النحت، حيث تعبر أعمالها عن التفاعل بين التضاريس الطبيعية والابتكار، كما في تجربتها المميزة بمنطقة حتا في دبي. أكدت المزروع من خلال هذا العمل على أن النحت فن يعكس الروح ويرصد التفاصيل الخفية، مشيرةً إلى أن الهدف الأكبر لفنها يتمثل في تقديم تجربة بصرية ومعنوية للجمهور. تُلهم أعمالها أسئلة وجودية تعبر عن استمرارية الحياة وصراع الهشاشة والثبات، مما يضفي على النحت بُعداً فلسفياً راقياً.

أبعاد الحملة البصرية لفن أبوظبي

تشارك الفنانة شيخة المزروع من جديد في معرض “فن أبوظبي” كفنانة للحملة البصرية لعام 2025، حيث كرّست أعمالها هذا العام لاستكشاف مفاهيمي التوازن والتغيّر. اعتمدت الحملة على أشكال تبدو في حالة متناقضة بين الاستقرار والانهيار، مما يعكس رسائل بصرية تثير التفكير في قوة المادة وهشاشتها. استغلت المزروع خامات مثل الفولاذ المطلي والمواد المنفوخة لخلق تباينات مرئية تعبّر عن فلسفتها الفنية، حيث تؤكد أن كل عمل يتجاوز مظهره الخارجي ليحاكي عوالم داخلية غنية بالتفاصيل.

تناغم الاستدامة مع البساطة في فن النحت

تلتزم شيخة المزروع بنهج يجمع بين البساطة والاستدامة في ممارساتها الفنية، حيث تركز على اختيار مواد متينة يمكنها أن تقاوم الزمن، وتعبر عن معاني الاستمرارية والوجود المتجدد. تشير المزروع إلى أن فنها مستوحى من الأفق اللامتناهي، حيث تتجلى المفاهيم الفلسفية لتحدي القيود المعتادة للأشكال والمساحات. ومن أبرز أعمالها تركيب “ما وراء جميع المقاييس”، الذي يرمز إلى الأفق المتغيّر كنقطة تتداخل فيها الطبيعة والوعي الإنساني لتجسيد تباينات الزمان والمكان.

تؤكد شيخة المزروع على أهمية معرض “فن أبوظبي” كمنصة ثقافية شاملة تُظهر تطور الفنانين المحليين وتعزز التفاعل مع الفنانين العالميين. وتشيد بأثر هذا المعرض في تطوير تجربتها الفنية، معتبرةً أن الزوار يستمدون إلهامهم من التفاصيل الدقيقة التي تروي قصصاً خلفية عبر تجربة تفاعلية مميزة. من خلال أعمالها المستدامة وأفكارها المبتكرة، تظل المزروع نموذجاً مشرقاً للفن المعاصر في الإمارات.