دريفوس وهيوسك يغيبان عن الحكومة وموعد حاسم لتحديد زعيم المعارضة

يشهد المشهد السياسي في أستراليا تغيرات درامية بعد الانتخابات الأخيرة، إذ تجري تغييرات واسعة في حكومة حزب العمال والتحالف المعارض. بينما يؤكد المسؤولون على أهمية الوحدة داخل الأحزاب في المرحلة المقبلة؛ ظهرت خلافات داخلية وتعديلات جذرية تُعكس في تشكيلات الحكومة الجديدة.

الخلافات الداخلية تطيح بالعضو المسلم الوحيد في حكومة حزب العمال

أتت الإطاحة بالسياسي المسلم إد حسين من حكومة حزب العمال لتكشف الانقسامات الداخلية التي تعصف بالحزب. تُظهر هذه الخطوة تصاعد هيمنة التيار اليساري عقب الانتخابات، ما دفع الحزب لإعادة توزيع المناصب الوزارية على أساس التمثيل الجغرافي والسياسي. كذلك، اتخذ رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي قرارات تهدف إلى تحقيق موازنة بين ولايتي فيكتوريا ونيو ساوث ويلز، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالعمل الجماعي لضمان استقرار الحكومة وتفادي العقوبات الانتخابية المحتملة مستقبلا.

حزب الأحرار يتحرك لاختيار زعيم جديد بعد انتكاسة الانتخابات

في المقابل، يواجه حزب الأحرار ضغوطًا كبيرة لترميم صفوفه عقب الخسارة الانتخابية الفادحة في انتخابات كوينزلاند، حيث خسر زعيم المعارضة بيتر داتون منصبه ونفوذه. يبرز اسمان رئيسيان للتنافس على زعامة الحزب وهما أنغوس تايلور وسوزان لي. تعهد تايلور بإعادة تشكيل الحزب برؤية اقتصادية جديدة، فيما تُركز لي على تعزيز تمثيل النساء في مناصب القيادة. ومع ذلك، ستبقى السياسات حذرة، مع سعي الحزب لاستعادة الثقة ودعم الديمقراطية التقدمية.

مستقبل متأرجح للتحالف الوطني-الليبرالي

على الجبهة الأخرى، يبدو أن التحالف الوطني-الليبرالي سيشهد استمرارية نسبية رغم تغييرات مثيرة في قياداته. تمكّن الشريك الأصغر، حزب الوطنيين، من الحفاظ على العديد من مكاسبه السابقة، ما يضمن له التأثير اللازم في السياسات الكبيرة. ومع ذلك، سيتعين عليهم اختيار نائب جديد للزعيم الحالي ديفيد ليتلبراود، خاصة مع خسارة بعض الأعضاء المؤثرين مثل بيرين ديفي. كل هذه الخطوات ستحدد قدرتهم على مواجهة التحديات الداخلية وإعادة صياغة استراتيجية موحدة لضمان قوتهم في المعارضة.

تبقى الأسئلة مفتوحة حول قدرة هذه الأحزاب على تجاوز خلافاتها وتوحيد جهودها في ظل التحولات الجذرية التي شهدتها القيادة السياسية. ومن المؤكد أن هذه التطورات ستشكل الملامح القادمة للمشهد السياسي في أستراليا.