«تهدئة مفاجئة» في البحر الأحمر.. الحوثي يتحرك نحو خطوات جديدة للتصعيد

تشهد منطقة البحر الأحمر في الوقت الحالي تهدئة حذرة بعد سلسلة من التوترات التي أثرت على الأطراف الإقليمية والدولية، إلا أن مصادر مطلعة تشير إلى تصعيد مرتقب من جماعة الحوثي في الداخل اليمني، مما يفتح الباب أمام تغيرات محتملة في موازين الصراع، يأتي ذلك وسط تحركات دبلوماسية وسياسية مكثفة لتثبيت الهدنة ولكن بتحديات كبيرة تتعلق بالميدان والأطراف المتأثرة.

التصعيد الحوثي في الساحل الغربي وانعكاساته

بحسب تقارير محلية صادرة عن صنعاء، تسعى جماعة الحوثي إلى استغلال فترة التهدئة في البحر الأحمر لإعادة تنظيم صفوفها وترميم تمركز قواتها في جبهات مهمة مثل جبهات الساحل الغربي، هذه التحركات تؤكد استعداد الحوثي لمواجهات عسكرية مع الجيش الوطني والقوات المشتركة في هذه المناطق الحيوية بوصفها مناطق استراتيجية، ما يشكل تهديداً لاستقرار اليمن إذا لم تتم السيطرة على التصعيد المحتمل بشكل فوري، مع ترجيح استخدام الجماعة لطائرات مسيرة وأسلحة متطورة لتعزيز قوتها العسكرية.

معضلة الهجمات ضد إسرائيل وتأثيراتها الإقليمية

أكد خبراء عسكريون ومصادر مقربة من القيادة الحوثية أن الجماعة ليست بصدد تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية رغم الدعوات المتزايدة لذلك من قبل بعض الأطراف، ويعود السبب إلى خسائرها الاقتصادية الأخيرة التي خلفها القصف الإسرائيلي على ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي، علاوة على هذا، يبدو أن الحوثي يأخذ بعين الاعتبار ردة الفعل الأمريكية في حال تم استهداف إسرائيل، وبالتالي يسعى لتجنب تصعيد دولي شامل قد يعيد الغارات الجوية إلى وتيرتها السابقة، مما يعقد الموقف الأمني في اليمن ويزيد من عزلتها السياسية.

تأثير التهدئة في البحر الأحمر على مشهد الصراع

تمثل منطقة البحر الأحمر ميداناً حيوياً بالنسبة لتجارة النفط وحركة الملاحة الدولية، وقد منحت فترة الهدنة الحالية الفرصة للحوثي لالتقاط الأنفاس وإعادة تمركز قواته، ومع ذلك، تُطرح تساؤلات حول إمكانية منتصف الطريق، بحيث يتم استثمار التهدئة في الدفع نحو حلول سياسية بدلاً من التحضيرات العسكرية، لكن التحركات المستمرة للجماعة تشير إلى نيتها استغلال الحالة الراهنة لإعادة ترتيب بنيتها والهجوم لاحقاً في مناطق استراتيجية مثل مأرب والساحل الغربي، ما يتطلب من الأطراف الفاعلة الإقليمية الاستعداد لتطورات غير محسوبة.

في ظل هذه المعطيات، يظل اليمن ساحة صراع معقدة وسط تغييرات داخلية وتحديات إقليمية ودولية تتطلب نهجاً متوازناً بين القوة العسكرية والدبلوماسية لضمان استقرار طويل الأمد، مع ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتحقيق سلام مستدام يحول دون تجدد موجات النزاع في المستقبل.