كارثة مميتة.. دخان حرائق الغابات يودي بحياة الآلاف في الولايات المتحدة

حرائق الغابات في الولايات المتحدة أصبحت واحدة من أخطر الكوارث البيئية التي تهدد الأرواح وتتسبب في خسائر اقتصادية ضخمة؛ إذ أظهرت الدراسات الحديثة أن تغير المناخ يزيد من انتشار هذه الحرائق، مما يؤدي إلى إزهاق آلاف الأرواح سنويًا. وبجانب الأرواح التي تُفقد، فإن الدخان الناتج عن هذه الحرائق يُعتبر أحد أبرز الأسباب لتفاقم التلوث الجوي، والذي يُعد مؤثرًا خطيرًا على الصحة العامة.

تأثير دخان حرائق الغابات على الصحة العامة

تُظهر الدراسات أن الدخان الناتج عن حرائق الغابات يحتوي على نسبة عالية من الجسيمات الدقيقة المعروفة باسم PM2.5، والتي تدخل المجاري التنفسية وتستقر بشكل عميق في الرئتين. على المدى القصير، قد يُسبب التعرض لهذه الجسيمات الصداع، السعال، وتهيج العينين، بينما يؤدي التعرض الطويل لها إلى تفاقم مشاكل صحية مثل أمراض الجهاز التنفسي والقلبي واضطرابات مزمنة تُشكل تهديدًا مباشرًا على الحياة. يُعد الأطفال، الحوامل، وكبار السن من أكثر الفئات تعرضًا للخطر الناجم عن هذا التلوث، حيث أظهرت الدراسات أن دخان حرائق الغابات أشد خطورة وسمية مقارنةً بمصادر التلوث الأخرى.

ارتباط حرائق الغابات بتغير المناخ

تؤكد العديد من الدراسات العلمية أن التغير المناخي، الناتج عن الأنشطة البشرية كحرق الوقود الأحفوري، يرتبط ارتباطًا مباشرًا بزيادة معدلات حرائق الغابات في أمريكا الشمالية وأماكن أخرى. الاحتباس الحراري يؤدي إلى حدوث الجفاف وارتفاع درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة، وهو ما يخلق ظروفًا مثالية لاندلاع الحرائق وانتشارها بوتيرة أسرع وأكثر حدة. إن التغيرات الموسمية وارتفاع درجة الحرارة تُزيد المناخ جفافًا، مما يجعل الغابات أكثر عرضة للاشتعال.

التكاليف البشرية والاقتصادية لحرائق الغابات

أشارت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة Nature Communications Earth & Environment، إلى أن دخان حرائق الغابات الناجم عن تغير المناخ تسبب في وفاة حوالي 15,000 شخص في الولايات المتحدة بين عامي 2006 و2020، إضافة إلى خسائر اقتصادية تجاوزت 160 مليار دولار. الولايات الأكثر تأثرًا تشمل كاليفورنيا وأوريغون، حيث ترتفع معدلات الوفيات بسبب كثافة الدخان في تلك المناطق. علاوة على ذلك، تسببت الحرائق في تشريد الآلاف وتدمير العديد من البُنى التحتية، ما يفاقم من تكاليف التعافي على المدى الطويل.

لحساب هذا التأثير بشكل أوسع، أدى التغير المناخي إلى أضرار وصلت إلى مستويات غير مسبوقة تفوق الاستجابة الحالية. الإجراءات العالمية الفعالة للحد من الانبعاثات المسببة لتغير المناخ باتت ضرورة ملحة.