خطة أمريكية مسربة تكشف تشكيل إدارة لغزة ما بعد الحرب

تشهد الأوضاع في قطاع غزة تطورات متسارعة، حيث بحثت الولايات المتحدة وإسرائيل مؤخراً إمكانية تشكيل إدارة مؤقتة تحت قيادة أمريكية لإدارة القطاع عقب انتهاء الحرب الحالية. وفي الوقت الذي تُستبعد فيه كل من حركة حماس والسلطة الفلسطينية من النموذج المقترح، تواصلت الجهود الدولية والإقليمية، خصوصاً من جانب مصر وقطر، لمحاولة الوصول إلى تهدئة شاملة وإنهاء الأزمة الإنسانية المستمرة في القطاع.

الإدارة المؤقتة بقطاع غزة ودورها المقترح

وفقاً لتقارير إعلامية، ناقشت الولايات المتحدة وإسرائيل على مستوى رفيع تشكيل إدارة مؤقتة لإدارة غزة، شبيهة بسلطة الائتلاف المؤقتة التي أُنشئت في العراق عام 2003. تتضمن الخطة إشرافاً أمريكياً مباشراً إلى حين نزع سلاح الفصائل وتحقيق الاستقرار الأمني، مع الاستعانة بخبرات فلسطينية تكنوقراطية؛ لكن مع استبعاد كل من حركة حماس والسلطة الفلسطينية. ولم يتم حتى الآن التوصل إلى اتفاق واضح حول كيفية توزيع المهام ومدى الفترة الزمنية المتوقعة لهذه الإدارة.

ردود أفعال حماس والدول الإقليمية

واجهت فكرة الإدارة المؤقتة رفضاً قاطعاً من حركة حماس التي أكدت أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد المخوَّل لتحديد من يتولى شؤونه. وفي نفس الإطار، جددت مصر التأكيد على رفضها القاطع لأي تهجير للفلسطينيين سواء كان طوعياً أو قسرياً، وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أهمية إيجاد حل سياسي شامل يقوم على مبدأ حل الدولتين. كما أعلنت قطر ومصر استمرارهما في تنسيق الجهود للوصول إلى تهدئة في القطاع، بما يضمن تخفيف معاناة المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية.

الموقف الأوروبي والدعوات العالمية

أعلنت ست دول أوروبية، من بينها إسبانيا والنرويج، معارضتها لأي تغيير ديموغرافي أو عمليات تهجير في الأراضي الفلسطينية، مؤكدة أن مثل هذه الإجراءات تمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي. من جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي إلى رفع الحصار عن غزة فوراً، مشدداً على ضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون أي قيود. كذلك، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مرحلة “حرجة” وغير مسبوقة، داعياً إلى تقديم الدعم الإنساني بشكل عاجل.

فيما يبدو أن الأزمة الحالية في غزة ما زالت تبحث عن انفراجة، يبقى الحل السياسي هو المسار الأهم لتحقيق الاستقرار طويل الأمد، خاصة مع تصاعد الدعوات العالمية المطالبة بإنهاء المعاناة الإنسانية وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.