الرسوم الجمركية تُعيد تشكيل تجارة الألواح الشمسية وسط تباطؤ اقتصادي أوروبي

يشهد سوق الألواح الشمسية العالمي تحولات كبيرة نتيجة السياسات الجمركية الأميركية وتأثيراتها على خطوط الإنتاج. مع توجه الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية مرتفعة على الدول الآسيوية الموردة للألواح الشمسية، مثل كمبوديا وتايلاند، نجحت دول مثل لاوس وإندونيسيا في زيادة حصتها من السوق الأميركي بشكل لافت، مستفيدة من استراتيجيات الشركات الصينية لنقل عملياتها الإنتاجية.

تأثير الرسوم الجمركية على سوق الألواح الشمسية

أقرّت الولايات المتحدة، منذ أبريل الماضي، جولات متتالية من الرسوم الجمركية النهائية على واردات الألواح والخلايا الشمسية من فيتنام وماليزيا وتايلاند وكمبوديا. تهدف هذه السياسات إلى مكافحة ممارسات الإغراق التي تقوم بها مصانع تملكها شركات صينية. ومع ذلك، أظهرت البيانات الأميركية أن الشركات الصينية انتقلت بعملياتها التصنيعية إلى لاوس وإندونيسيا، مما ساهم بزيادة صادرات هاتين الدولتين إلى السوق الأميركي بشكل ملحوظ. فمثلاً، ارتفعت حصتهما معاً في السوق الأميركي إلى 29% بعد أن كانت أقل من 1% فقط خلال عام 2023، ما يشير إلى نجاح هذه الشركات في التكيف مع التدابير الجمركية الأميركية.

تراجع صادرات الدول المتأثرة وزيادة الواردات الآسيوية

بعد فرض الرسوم، شهدت صادرات الألواح الشمسية من الدول الأربع المتأثرة انخفاضاً ملحوظاً، حيث تراجعت بنسبة 33% على مدى الأشهر التسعة التي تلت الجولة الأولى من الرسوم. في المقابل، قفزت صادرات لاوس وإندونيسيا إلى السوق الأميركي بثمانية أضعاف خلال الفترة نفسها. وتشير التحليلات إلى انخفاض إجمالي واردات الولايات المتحدة من الألواح الشمسية بنسبة 26%. كما انخفضت الحصة السوقية للدول الأربع من 82% عام 2024 إلى حوالي 54% بحلول نهاية الجولة الثانية من الرسوم، مما يدل على تأثير السياسات الحمائية الأميركية.

التوسع العالمي للشركات الصينية المصنعة للألواح الشمسية

بدأت الشركات الصينية إعادة النظر في استراتيجياتها التصديرية مع تصاعد الضغوط التجارية الأميركية. تخطط العديد من هذه الشركات لتأسيس مصانع جديدة خارج جنوب شرق آسيا، في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بهدف زيادة حصتها في السوق الأميركي والدولي. بل إن دولاً مثل تركيا، السعودية، والإمارات أصبحت ضمن وجهات التصنيع المحتملة. جاء ذلك بعدما اضطرت المصانع الصينية منذ فرض القيود إلى التركيز على الأسواق الآسيوية والأفريقية لتعويض تراجع الطلب من الولايات المتحدة وأوروبا. ارتفعت صادرات الصين إلى آسيا من 25.4% عام 2024 إلى 37% بحلول الربع الأول من عام 2025، ما يعكس تحولاً في ديناميكيات التجارة العالمية للطاقة الشمسية.

يمكن تلخيص المشهد في أن التحولات الجمركية الأميركية ساهمت في إعادة تشكيل الخريطة الجغرافية لإنتاج الألواح الشمسية، مع استمرار الشركات الصينية في التوسع والتكيف من خلال استهداف أسواق بديلة وتنويع مواقع إنتاجها لدعم استمرارية صادراتها.