أسعار الذهب تقفز 2.3% مع هبوط الدولار وترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة تجاوزت 2% اليوم الاثنين، مدعومةً بتراجع الدولار وزيادة الإقبال على أصول الملاذ الآمن في ظل حالة الترقب حول قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بأسعار الفائدة. هذه التحركات تعكس حالة القلق من التطورات الاقتصادية والتجارية، لا سيما مع تزايد التوترات بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، ما جعل الذهب الخيار الأكثر أمانًا للمستثمرين.

ارتفاع أسعار الذهب ودور السياسات الاقتصادية العالمية

سجل الذهب مكاسب واضحة في المعاملات الفورية بنسبة 2.3% ليصل إلى 3315.62 دولار للأونصة، بينما صعدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 2.5% لتصل إلى 3324.50 دولار للأونصة. يعود هذا الأداء اللافت إلى ضعف مؤشر الدولار الذي انخفض بنسبة 0.5%، ما عزز من جاذبية المعدن الأصفر لمستثمري العملات الأخرى. كما تلعب العوامل الاقتصادية مثل الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية دورًا مهمًا في توجيه حركة الأسواق نحو الذهب كملاذ آمن، وسط قلق من تصاعد الحرب التجارية العالمية.

تأثير السياسات النقدية الأمريكية على سوق الذهب

يتوجه تركيز المستثمرين حاليًا نحو السياسات النقدية الأمريكية واستراتيجية مجلس الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بمعدلات الفائدة. أُبقي سعر الفائدة عند مستوى 4.25% إلى 4.50% منذ ديسمبر الماضي، مع تراجع الرهانات على خفض الفائدة في ظل استقرار معدلات البطالة عند 4.2% واستمرار نمو سوق العمل. يرى العديد من المستثمرين أن قرار الاحتياطي الفيدرالي القادم سيحدد مسار الذهب، ما يعزز من تقلبات السوق. إلى جانب الدولار، تعد هذه السياسات من المحركات الرئيسة لأسعار الذهب خلال الأيام المقبلة.

تحركات المعادن النفيسة الأخرى

لم تقتصر مكاسب اليوم على الذهب فقط، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى أيضًا تحسنًا ملحوظًا. ارتفعت الفضة بنسبة 1.3% إلى 32.39 دولار للأونصة، وزاد البلاتين بنسبة 0.4% ليصل إلى 963.76 دولار، في حين انخفض البلاديوم بنسبة 0.7% ليسجل 947.15 دولار. هذه التحركات تأتي مدفوعة بالأحداث الجيوسياسية وضعف الدولار، ما دفع المستثمرين لتنويع أصولهم بين الذهب وبقية المعادن النفيسة لتقليل المخاطر.

في الختام، يواصل الذهب تألقه كملاذ آمن وسط التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، مدفوعًا بتراجع الدولار وزيادة الطلب على الأصول الآمنة. ومع انتظار قرارات الفيدرالي الأمريكي، يبدو أن الأسواق ستظل متقلبة، ما يعزز الإقبال على الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، إذ تبقى وجهة الاستثمار الآمنة في مواجهة حالة عدم اليقين السائدة على الصعيد العالمي.