صدمة هرمونية: الإضطراب الهرموني لدى النساء وعلاقته بالسمنة المفرطة

اضطرابات الهرمونات لدى النساء وتأثيرها على السمنة المفرطة

السمنة المفرطة لدى النساء ليست دائمًا نتيجة لنظام غذائي سيئ أو قلة الحركة، فقد تكون اضطرابات الهرمونات العامل الرئيس وراء اكتساب الوزن السريع بشكل غير طبيعي. إذ تعاني العديد من النساء من اختلال في إفراز الغدد الهرمونية نتيجة مشاكل طبية أو استخدام علاجات هرمونية، مما يسبب تغييرات كبيرة في الوزن ويؤثر على الصحة العامة.

الاضطرابات الهرمونية تزيد الوزن لدى النساء

تلعب الغدد الصماء كالغدة الدرقية والنخامية أدوارًا كبيرة في تنظيم التمثيل الغذائي، وعند حدوث اضطرابات في هذه الغدد، كما هو الحال في مقاومة الإنسولين أو خمول الدرقية، تختل عملية حرق الدهون بشكل كبير مما يؤدي إلى السمنة. تشير الدراسات إلى أن إفراط إفراز هرمون اللبن أو ارتفاع هرمونات مثل LH وFSH يؤدي إلى احتباس الماء وتغيير التوزيع الطبيعي للدهون في الجسم. تزيد هذه الهرمونات من تخزين الدهون وقلّة النشاط العضلي، مما يجعل فقدان الوزن تحديًا معقدًا حتى مع اتباع حمية غذائية صارمة.

كيف تؤدي الأدوية الهرمونية إلى زيادة الوزن؟

يلجأ بعض الأطباء لاستخدام الأدوية الهرمونية كوسيلة لتحفيز الحمل أو علاج اضطرابات الدورة الشهرية، ولكن للأسف هذه الأدوية قد تحمل آثارًا جانبية تتعلق بالسمنة. تعمل المنشطات الهرمونية على زيادة كثافة الدهون مع احتباس السوائل خلال العضلات، مما يسبب اختلالًا واضحًا في مستوى الطاقة والحرق اليومي للسعرات الحرارية. للتخفيف من آثار هذه الأدوية، يُنصح النساء بالتركيز على تقليل نسبة الدهون بالجسم قبل الخضوع لمثل هذه العلاجات.

نصائح للتحكم في السمنة الناتجة عن اضطرابات الهرمونات

للحد من تأثير الاضطرابات الهرمونية على الوزن، يجب على المرأة أن تتبع نظام حياة صحي يعتمد على خيارات غذائية متوازنة مع برامج رياضية مناسبة. قد تساعد بعض الأطعمة مثل الخضروات الورقية والبروتينات الخالية من الدهون في تحسين التمثيل الغذائي. بالإضافة إلى ذلك، يُفضل أن تستشير النساء طبيبًا مختصًا لضبط جرعات الأدوية الهرمونية وتقييم الوضع الصحي الشامل بانتظام. يُنصح أيضًا بالمداومة على فحوص الهرمونات، مثل اختبارات مؤشر نشاط الغدة الدرقية وشدة مقاومة الإنسولين؛ لمعرفة مدى تأثيرها على الجسم، والعمل بالتوصيات الطبية المناسبة للتحكم بوزنك والحفاظ على صحتك.

لا يتوقف دور الهرمونات في الجسم على تنظيم الوظائف الفسيولوجية، بل تكون أحيانًا العامل الأساسي وراء مشكلات صحية كالسمنة. لذا، العناية بوزن الجسم ومعالجة الاختلالات الهرمونية بشكل جذري يمكن أن يساهم في تحسين جودة الحياة بشكل عام.