أسعار الذهب ترتفع لأعلى مستوى في أسبوعين بدعمٍ من انتعاش الطلب

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، لتصل إلى أعلى مستوياتها في أسبوعين بفعل الإقبال الكبير على الملاذات الآمنة نتيجة تنامي القلق بشأن خطط الرئيس الأمريكي المتعلقة بالرسوم الجمركية. يأتي ذلك في وقت يترقب فيه المستثمرون نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي والتوجهات المقبلة لسياسته النقدية. هذا الارتفاع يعكس التوترات المتزايدة في المشهد الاقتصادي العالمي والسياسات التجارية الأمريكية.

ارتفاع أسعار الذهب وأداء المعادن النفيسة

قفز الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.7% ليبلغ 3358.49 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى يسجله منذ 22 أبريل، كما صعدت العقود الآجلة في الأسواق الأمريكية بنسبة 1.4% لتصل إلى 3369.90 دولارًا للأونصة، مما يعكس التوجه المتزايد نحو التحوط من مخاطر تقلبات الأسواق. تعززت تلك الزخمة بارتفاع المعادن النفيسة الأخرى؛ حيث ارتفعت الفضة بنسبة 1.5% لتسجل 32.99 دولارًا للأونصة، في حين زاد البلاتين بنسبة 1.3% ليصل إلى 971.24 دولارًا، بينما تقدم البلاديوم بنسبة 0.5% مسجلًا 945.75 دولارًا للأونصة. هذه المكاسب تؤكد قوة الطلب على الأصول الثابتة والاستثمارات المستقرة في أوقات الأزمات.

رسوم ترامب الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية قياسية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية، دون الكشف عن آلية التنفيذ، إلى جانب خططه لفرض رسوم جديدة على الأدوية خلال الفترة المقبلة. هذه القرارات قد تؤدي إلى احتدام التوترات التجارية عالميًا وتؤثر على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. وفي ظل هذه التأثيرات، يظل الذهب خيارًا رائجًا بين المستثمرين كونه يعتبر تحوطًا في وجه الأزمات السياسية والاضطرابات الاقتصادية. يتوقع المحللون أن تستمر هذه العوامل في دعم أسعار المعدن النفيس خلال الفترة المقبلة.

قرارات الفيدرالي الأمريكي وآفاق السياسات النقدية

يراقب المستثمرون عن كثب اجتماع الفيدرالي الأمريكي المنتظر غدًا الأربعاء وتوجهاته بخصوص معدلات الفائدة. تشير التوقعات إلى احتمالية إبقاء الفائدة ضمن نطاق 4.25%-4.50%، مما سيوفر دعمًا إضافيًا لأسعار الذهب التي تستفيد عادة من بيئة الفائدة المنخفضة. يعكف المستثمرون على تحليل تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول للحصول على إشارات بشأن المسار المستقبلي للسياسة النقدية الأمريكية. يُعد هذا الاجتماع أحد الاجتماعات الحاسمة في ظل تأثير رسوم ترامب على الاقتصاد العالمي، مما يضيف مزيدًا من التعقيد على الأجواء الاقتصادية الراهنة.

خلاصة القول، تشكل العوامل السياسية والقرارات الاقتصادية بيئة مثالية لدعم أسعار الذهب ومعادن النفيسة الأخرى، وهو ما يعكسه الزخم الملحوظ في أسواق الأصول الثابتة. توفر الخطوات المتوقعة من الاحتياطي الفيدرالي مزيدًا من الوضوح للمستثمرين حول السياسات النقدية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، وهو ما يجعل الذهب ركيزة أساسية لتحسين الاستقرار الاستثماري خلال الفترة الحالية.