صالح سليم.. أسطورة الأهلي الخالدة في الذكرى الـ23 لرحيله

يمثل صالح سليم، المايسترو وأسطورة الأهلي، رمزًا خالدًا في تاريخ الكرة المصرية، الذي وافته المنية في 6 مايو 2002 بعد رحلة صراع مع المرض، لكنه بقي حاضرًا في قلوب جماهير النادي الأهلي ومحبيه. اشتهر سليم بتفانيه الكبير للنادي سواء كلاعب أو إداري ورئيس، حتى أصبح اسمًا مرادفًا للانضباط والاستراتيجية الطموحة التي جعلت الأهلي أحد عمالقة القارة الإفريقية.

مسيرة صالح سليم داخل المستطيل الأخضر

بدأ صالح سليم مشواره الكروي عندما انضم لناشئي النادي الأهلي عام 1944، بعد ولادته في حي الدقي بالجيزة في عام 1930، وسرعان ما انتقل إلى الفريق الأول ليبدأ تأريخ مسيرة حافلة استمرت حتى عام 1967. لعل أبرز محطات هذه المسيرة، كانت تتويجه مع الأهلي بـ20 بطولة محلية، من بينها 11 لقب دوري و8 بطولات كأس. كما صنع تاريخًا خاصًا عندما أحرز 7 أهداف في مباراة واحدة ضد الإسماعيلي في عام 1958، ما جعله واحدًا من أعظم هدّافي النادي عبر العصور.
أما على الصعيد الدولي، فقد شارك صالح سليم مع منتخب مصر في 24 مباراة، سجل خلالها 5 أهداف. كان جزءًا من الجيل المتوَّج بكأس أمم إفريقيا 1959، كما ترك بصمته في أولمبياد روما 1960 وبطولة إفريقيا 1962، ليصبح رمزًا للفخر الوطني وإحدى أبرز الشخصيات الرياضية في تاريخ البلاد.

من قيادة الميدان إلى الإدارة الناجحة

بعد اعتزاله كرة القدم، خاض صالح سليم تجربة إدارية مميزة مع النادي الأهلي، حيث بدأ كمدير للكرة في السبعينات، قبل أن يتم انتخابه رئيسًا للنادي عام 1980. استمر في قيادة النادي بكل حكمة حتى عام 1988، ثم عاد مجددًا في عام 1990 ليكمل مسيرته في تطوير الأهلي وتعزيز مكانته. عرف بـ”الأهلي فوق الجميع”، وهي العبارة التي طبعت أسلوبه الإداري، فقاد النادي نحو تحقيق نجاحات مذهلة، ليصبح رمزًا للشخصية القيادية.

المايسترو بين كرة القدم والفن

لم تقتصر موهبة صالح سليم على المستطيل الأخضر، بل امتدت إلى شاشات السينما عبر مشاركته في أعمال فنية بارزة كـ”الشموع السوداء”، ليقدم نموذجًا رياديًا للاعب المثقف صاحب الطموح المتعدد. على الرغم من معاناته مع مرض السرطان الذي تفشى في الكبد والمعدة خلال أواخر التسعينيات، فقد ظلّ رمزًا للصلابة حتى وفاته عن عمر يناهز 72 عامًا، مُخلفًا إرثًا رياضيًا لا يُنسى.