البهرة: طائفة دينية هندية تعود نسبها لآل البيت وتؤمن بالإمامة الإسماعيلية

تُعدّ طائفة البهرة واحدة من الفرق الشيعية التي نشأت في الهند قبل أن تتمدد لتصل إلى دول أخرى حول العالم، وهي فرقة إسماعيلية مستعلية تنسب نفسها إلى آل البيت، وتشهد جدلاً واسعًا بسبب عقائدها التي تجمع بين الجذور الإسلامية والإسماعيلية الباطنية. يُطلق على أتباع هذه الطائفة اسم “البهرة”، وهو مصطلح هندي قديم يعني “التاجر”، نتيجة ارتباطهم بالتجارة في الهند واليمن.

طائفة البهرة.. نشأتها وامتدادها العالمي

ظهرت طائفة البهرة كفرقة مستعلية تعترف بإمامة المستعلى الفاطمي ثم الآمر وولده الطيب، وترى أنه دخل في “الستر” عام 525 هـ؛ أي أصبح مستورًا عن العامة ولا يظهر، ويُعتقد أن نسل هذا الإمام مستمر لكن إخفاءه ساهم في غموض الطائفة. يرتبط تاريخهم بانتقالهم إلى الهند، حيث كان للتجارة دور بارز في توسيع نفوذهم. اندمجت الطائفة بالمجتمع الهندوسي، وتحوّل الكثير منهم للإسلام، مما أدى إلى تكوين مجموعة “البهرة”، الذين أصبحوا ممثلين لعقيدة تجمع بين الأفكار الإسماعيلية والجذور المحلية.

الفرق داخل طائفة البهرة

تنقسم طائفة البهرة إلى مجموعتين رئيسيتين، هما البهرة الداوودية والبهرة السليمانية. البهرة الداوودية تتمركز في الهند وباكستان ولديهم داعيهم المقيم في مومباي، أما البهرة السليمانية فتتواجد بشكل رئيسي في اليمن. يُعتبر كل من المذهبين امتدادًا مباشرًا للإمامة الإسماعيلية مع فروقات طفيفة بينهما. تُشير مصادر سنية إلى أن عقائد البهرة تنحرف عن الإسلام التقليدي، فهم يُصلون لكن يوجهون صلاتهم للإمام المستور، كما أن كعبتهم هي رمز على إمامهم، وليس مقدسًا إسلاميًا فقط.

البُهرة المستعلية في مصر

لم تُحقق عقيدة البهرة استحسانًا كبيرًا في مصر، خاصةً نظرًا لطبيعتهم الباطنية وغلوهم في أئمتهم. يصف المصريون طريقتهم الدينية بالسخرية المتوارثة تجاه الغلو، تحديدًا منذ الحقبة الفاطمية. تُشكك المصادر السنية في صحة نسب البهرة إلى آل البيت، حيث تُعتبر ادعاءاتهم غير مدعومة بحقائق تاريخية موثوقة، كما أن طبيعة مذهبهم تُثير نفورًا عامًا لدى المسلمين التقليديين.

لعبت العوامل الاقتصادية والمذهبية دورًا في استمرار وجود البهرة رغم التحديات الاجتماعية والدينية التي تواجهها، حيث أنها استطاعت تحقيق رخاء مالي ساعدها على الصمود على مدى سنوات طويلة.