«استقلالية» أجهزة الرقابة تعزز «القيمة» ودورها الهام في سوق العمل

تلعب استقلالية الأجهزة العليا للرقابة دوراً محورياً في تعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة الشؤون المالية للدول، حيث تعد هذه الاستقلالية شرطاً ضرورياً لضمان فعالية المهام الرقابية وتحقيق المنفعة العامة للمجتمع. وقد كان هذا الموضوع محور النقاش خلال ندوة “استقلالية الأجهزة العليا للرقابة” التي استضافتها العاصمة الأردنية عمّان بمشاركة نخبة من المسؤولين والخبراء المختصين في المجال الرقابي.

أهمية استقلالية الأجهزة العليا للرقابة في تعزيز الشفافية

يرى الخبراء أن استقلالية الأجهزة الرقابية تعد من أهم الأسس لتعزيز الشفافية والمساءلة في الدول الأعضاء وذلك لضمان نزاهة العمليات الإدارية والمالية. إذ يعطي استقلال هذه الأجهزة القدرة على ممارسة دورها الرقابي بشكل خالٍ من التدخلات السياسية أو الضغوط الخارجية. وخلال كلماتهم الافتتاحية، أكد المشاركون في الندوة أهمية توفير الدعم الكامل لهذه الأجهزة، سواء من خلال القوانين المحلية أو الدعم البرلماني، لتعزيز دورها الهام في الحفاظ على موارد الدول وضمان حسن استخدامها بما يصب في مصلحة المواطن.

التحديات أمام استقلالية الأجهزة الرقابية

تواجه الأجهزة الرقابية مجموعة من التحديات التي قد تؤثر على قدرتها على أداء دورها بكفاءة، ومنها العوامل غير الرسمية التي قد تتدخل في أعمالها، مثل التأثيرات السياسية أو ضعف الإمكانيات الفنية والبشرية. وقد تناولت الندوة هذه القضايا بعمق، حيث ناقش الخبراء تجارب الدول المختلفة في مواجهة هذه العقبات وسبل التغلب عليها، مع التركيز على تعزيز الثقة العامة من خلال دعم الشفافية في العمل الرقابي. كما تم التطرق إلى كيفية تحسين التعاون بين هذه الأجهزة ومنظمات المجتمع المدني والبرلمانات لتعزيز استقلاليتها.

التوصيات لتعزيز استقلالية الأجهزة العليا للرقابة

خرجت الندوة بعدة توصيات تدعم استقلالية الأجهزة الرقابية، تضمنت ضرورة تفعيل التشريعات والقوانين التي تكفل لها حرية العمل، بالإضافة إلى دعم الوحدات القانونية المختصة داخل هذه الأجهزة. كما تم اقتراح تعزيز التواصل بين الأجهزة الرقابية ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق مخرجات أفضل. وتناولت النقاشات مبادرات “الإنتوساي” لتنمية استقلالية الأجهزة الرقابية وتبادل الخبرات على المستويين الإقليمي والعالمي.

في ختام الندوة، ثمّن المشاركون جهود ديوان المحاسبة الأردني في تنظيم الحدث وتوفير بيئة مناسبة لمناقشة آليات تعزيز استقلالية الأجهزة الرقابية. يأتي هذا الدور ليؤكد أهمية التعاون الإقليمي لتعزيز الرقابة والمساءلة من أجل تعزيز ثقة الجمهور وإدارة الموارد العامة بشكل أكثر كفاءة.