«خان» و«قنبلة محفوظ» يتألقان في مهرجان مالمو للسينما العربية

الحكايات السينمائية دائمًا ما تحمل بين طياتها صورًا نادرة وعاطفة متقدة، ومهرجان مالمو بالسويد بتراثه السينمائي كان شاهدًا على محطات صنعت جزءًا من هذه الذكريات. أثناء إقامتي في الفندق، شعرت أن عقارب الساعة التي توقفت عند الرابعة وست دقائق لعقدٍ كامل، شكّلت رمزًا لتغير الزمن وثبات الذكريات، حيث أن روح المكان لا تزال كما تعرفت عليها قبل عشر سنوات.

الذكريات الحية لدور محمد خان في السينما

كان للمخرج العبقري محمد خان بصمة لا تنسى في عالم السينما، وذكرياتي معه خلال جلساتنا في مهرجان مالمو عالقة في ذهني حتى الآن. أتذكر تلك الأحاديث الطويلة معه صباحًا والتي كانت مليئة بالحكايات والنكات. نكهة لقائنا لم تكن فقط متعلقة بالحديث العادي؛ بل بالأحرى تلك الرؤية العميقة للسينما، حيث أخبرني خان عن فيلم حلم بإخراجه يحمل اسم “المسطول والقنبلة” المقتبس من قصة قصيرة كتبها نجيب محفوظ، وكان يتمنى أن يلعب البطولة فيه عادل إمام. لم تكن المسألة مجرد مشروع، بل حلم فني لم تتحقق الأقدار له.

مشاريع محمد خان السينمائية وأثرها على الفن

فيلم “المسطول والقنبلة” كان من الأعمال التي لو تحققت كانت ستحدث نقلة نوعية في السينما العربية، فعادل إمام كان المرشح الأول لدوره، إلا أن نجاحه التجاري لم يلقَ حينها الدعم الفني من جيل الواقعية السحرية بمصر، أمثال خان وداؤود عبد السيد، وغيرهم ممن حملوا تصورات مختلفة عن السينما المصرية. خان، الذي كان يُعرف بشغفه الدائم بصناعة أفلام من أصالة الواقع، لم يتوقف عند فشل إقناع عادل، بل حاول مع محمد رمضان الذي قبل الفكرة بحماسة شديدة بعد تعديل السيناريو ليتماشى مع أسلوبه.

عودة حلم المشروع الضائع

بعد وفاة كل من خان وكاتب السيناريو مصطفى محرم، لا تزال بقايا حلم “المسطول والقنبلة” بين دفاتر التاريخ، حيث إن من يملك أجزاء السيناريو الآن قد يكون قادرًا على إعادة إحياء هذا المشروع مجددًا. زوجة خان السيدة وسام سليمان ربما تكون مفتاح الكنز حيث تحمل في جعبتها أحلام هذا المخرج الرائد. استذكارنا لهذا الحلم ليس مجرد وفاء للخان فقط، بل هو تمنٍ لجيل جديد يحمل شعلة الابتكار في عوالم السينما.