«ضربة موجعة» للحوثيين في مأرب.. مصرع قيادي بارز يهز صفوفهم

أسفرت غارة جوية دقيقة نفذتها طائرات أمريكية عن مقتل قيادي بارز في صفوف ميليشيا الحوثيين بمحافظة مأرب، مستهدفة مواقع حساسة في مديرية “مجزر” شمال غرب المحافظة. تُعد هذه العملية ضربة قوية للميليشيا التي تواجه تصاعدًا في عمليات الاستهداف لقادتها البارزين، مما أسفر عن تداعيات كبيرة عليها في الآونة الأخيرة وأشعل مخاوف داخل صفوفها.

استهداف قيادات الحوثيين في مأرب

استهدفت الغارة الأمريكية القيادي في ميليشيا الحوثيين “أبو محسن الرصاص”، الذي شغل منصب مدير أمن مديرية “مجزر”، وقد قُتل أثناء وجوده في موقع يضم عددًا من أفراد الجماعة. يُعتبر هذا الاستهداف جزءًا من سلسلة عمليات مركزة ضد معاقل الحوثيين في مأرب، والتي تشمل مواقع تمركزهم شمال غرب المحافظة، وقد شكلت الغارات تحديًا كبيرًا للميليشيا نظرًا لدقتها وتأثيرها. النتائج الأخيرة أكدت أن خسائر الحوثيين البشرية تتزايد بسرعة كبيرة، وهو ما يدفع قيادتهم لمحاولات التعتيم الإعلامي منعًا لانهيار الروح المعنوية داخل قواتهم.

الأهمية الاستراتيجية لمحافظة مأرب

تُعتبر محافظة مأرب من أكثر المناطق الاستراتيجية في اليمن نظرًا لموقعها الجغرافي وثرواتها النفطية والغازية. لذا تُعد السيطرة عليها أولوية قصوى لجماعة الحوثيين لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، ومع ذلك، فإن تكثيف الهجمات الجوية على مواقع الجماعة أضعف من قدرتها على التمدد في المنطقة. مديريتي “مجزر” و”صرواح” تحظيان بأهمية خاصة لميليشيا الحوثي حيث تعدان قواعد انطلاق لعملياتهم ضد القوات الحكومية، ولذلك فإن الحملات الجوية المستمرة ضد هذه المواقع تزيد الضغط عليهم بشكل كبير.

تداعيات الغارات الجوية على جماعة الحوثيين

تتصاعد حدة الخسائر في صفوف الحوثيين إثر هذه الغارات، حيث أفادت تقارير متعددة بأن الجماعة فقدت قيادات هامة في الأسابيع الأخيرة على جبهات مختلفة. وفقًا للمصادر، بدأت الميليشيا باتخاذ إجراءات سرية لتقليل تأثير هذه الخسائر عبر التعتيم الإعلامي، إلا أن الأنباء تتسرب عبر قنوات عديدة، مما يعكس ضعف التماسك الداخلي للجماعة. الغارات الأمريكية الأخيرة لم تقتصر على استهداف الأفراد فقط، بل طالت خطوط الإمداد ومنظوماتها العسكرية، وهذا أثر بشكل مباشر على خطط الحوثيين لإعادة التمركز والتوسع في مأرب.

تشير هذه المستجدات إلى أن جماعة الحوثيين تواجه تحديات غير مسبوقة نتيجة للضغط العسكري المتزايد، مما يضعف قدرتها على مواصلة تنفيذ عملياتها بنفس الكفاءة. ومن المتوقع أن تسهم هذه الغارات في تغيير المعادلة العسكرية، ولا يزال الموقف محتدمًا وسط توقعات بتصاعد العمليات الجوية والبرية خلال الفترة المقبلة.