«انخفاض حاد» يضرب أسعار الذهب عالميًا.. الأوقية تهبط إلى 3318 دولارًا

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال التعاملات الآسيوية اليوم، وسط مؤشرات على تهدئة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين. يعكس هذا الانخفاض استعداد المستثمرين للانتقال إلى أصول ذات مخاطر أعلى مثل الأسهم، ما أدى إلى تقليل الطلب على الذهب كملاذ آمن. بلغ سعر الأوقية في السوق الفورية 3,318.28 دولارًا، بانخفاض قدره 0.9% مقارنة بالأيام السابقة.

أسباب انخفاض أسعار الذهب عالميًا

يُعزى انخفاض أسعار الذهب بصورة أساسية إلى تقارير متداولة حول استعداد الصين لإعفاء بعض السلع الأمريكية من الرسوم الجمركية المرتفعة. هذا التوجه يأتي ضمن تطورات إيجابية تهدف إلى الحد من التكاليف الاقتصادية الخانقة للحرب التجارية المستمرة منذ سنوات. بالتوازي مع ذلك، أشار الرئيس الأمريكي إلى إمكانية تخفيض الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، فيما لو أظهرت بكين استعدادها للتفاوض الجاد. ساهمت هذه الأنباء في تعزيز الثقة بمناخ الاقتصاد الدولي، لا سيما مع تعافي الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته التاريخية خلال الأعوام الأخيرة، ما أثر بشكل مباشر على تقليل جاذبية الذهب كخيار للتحوط من المخاطر.

تراجع أسعار المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر التراجع على الذهب فقط، بل امتد إلى معادن نفيسة أخرى مثل البلاتين والفضة والنحاس. انخفض سعر البلاتين في العقود الآجلة بنسبة 0.9% إلى 969.10 دولارًا للأوقية، في حين شهدت الفضة انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.4% لتستقر عند 33.378 دولار للأوقية. من جهة أخرى، بقي النحاس ثابتًا في بورصة لندن عند 9,419.55 دولار للطن مع بعض الانخفاض في العقود الأمريكية بنسبة 0.8%، ما يعكس استمرار القلق الاقتصادي لدى المستثمرين، رغم التحسن النسبي في الأسواق. هذه التحركات توضح كيف أن الاستقرار الجيوسياسي ينعكس مباشرة على أسواق المعادن والثروات الطبيعية.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

يتوقع الخبراء أن تظل أسعار الذهب متقلبة في المستقبل القريب، بناءً على مسار المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. مع تعزيز الثقة بين الأطراف، قد تستمر الأسعار بالتراجع، خاصة إذا اتجهت السيولة نحو الأسهم وأدوات الاستثمار الأخرى الأكثر ربحية. ومع ذلك، يعيد المحللون التأكيد على احتمالية عودة المستثمرين إلى الذهب في حال تصاعدت التوترات مجددًا، أو إذا ظهرت تحديات جديدة في الاقتصاد العالمي مثل ركود الأسواق أو أزمات مالية محتملة. يظل الذهب، رغم التراجع، أداة استثمارية قوية ومؤشرًا عامًا لوضع الاقتصاد العالمي، ما يعني أن مستقبله يعتمد مباشرة على التطورات الجيوسياسية والمالية الكبرى.