«صراع الصحراء» تفاصيل جديدة تكشف دور الجهات الفاعلة في النزاع المستمر

يُعد نزاع الصحراء الغربية من أبرز القضايا السياسية الممتدة التي تؤثر في منطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا بشكل عام، حيث تعد الجزائر طرفًا هامًا في هذا النزاع وتؤكد رسميًا دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. من جهة أخرى، يرى المغرب الجزائر كجزء مباشر من النزاع الجيوسياسي، ما يخلق حالة من التعقيد الإقليمي الذي يحتاج إلى حل شامل ومتفاوض.

دور الجزائر في نزاع الصحراء الغربية

تلعب الجزائر دورًا رئيسيًا في نزاع الصحراء الغربية، حيث تدعم جبهة البوليساريو سياسيًا وعسكريًا منذ العام 1975، بعد انسحاب إسبانيا من الأراضي الصحراوية. تعتبر الجزائر أن دعمها ينبع من إيمانها بمبدأ تقرير المصير للشعوب، وهي تستضيف اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف الواقعة غرب البلاد. من جانبه، يرى المغرب أن الجزائر تستغل هذه القضية لتعزيز نفوذها الإقليمي في المنطقة، مما أدى إلى تصاعد التوترات السياسية بين البلدين على مدى عقود.

موقف الأمم المتحدة من النزاع

ركزت الأمم المتحدة جهودها في نزاع الصحراء الغربية عبر إرسال بعثة مينورسو، المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ 1991. رغم أنها تعترف رسميًا بالمغرب والبوليساريو كأطراف رئيسية في النزاع، إلا أن تصريحات بعض الأمناء العامين السابقين، مثل كوفي عنان، عكست أهمية الدور الجزائري في أي مسار تفاوضي. وقد دعت الأمم المتحدة مرارًا الأطراف، بما في ذلك الجزائر، إلى الانخراط في محادثات بناءة لإنهاء النزاع الذي طال أمده.

آفاق الحل ومستقبل المنطقة

لا يزال مستقبل نزاع الصحراء الغربية غامضًا رغم الاتفاقات السابقة لوقف إطلاق النار، حيث تُطالب جبهة البوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير. في المقابل، يقترح المغرب مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل دائم. المجتمع الدولي يواصل دعواته للأطراف المعنية للتوصل إلى تسوية شاملة ومستدامة. في الوقت نفسه، تتصاعد الضغوط الشعبية في المنطقة لدفع الأطراف لإيجاد حل يخدم السلام والإستقرار الإقليميين.