ضربات جوية أمريكية مكثفة تهز مأرب وتصعيد حوثي يثير التوتر باليمن

اهتزت مدينة مأرب ومحيطها، بالإضافة إلى العاصمة صنعاء، بسلسلة غارات جوية أمريكية عنيفة استهدفت مواقع عسكرية استراتيجية تابعة للحوثيين. شهدت هذه العمليات تصعيدًا عسكريًا لافتًا، رد عليه الحوثيون بإطلاق صاروخ باليستي باتجاه مدينة مأرب، مما ساهم في تعقيد المشهد الأمني وزيادة التوتر بين الأطراف المتصارعة.

الغارات الجوية الأمريكية على مأرب

شنت الطائرات الأمريكية منذ الساعات الأولى من الفجر غارات مكثفة استهدفت مواقع الحوثيين في الضواحي الغربية لمدينة مأرب. استهدفت هذه الغارات مناطق استراتيجية، مثل جبل البلق وهيلان، كما تسببت في انفجارات عنيفة سمعت من مناطق بعيدة. تحليق الطائرات استمر لساعات طويلة فوق المناطق الشمالية الغربية من مأرب، خاصة في مديرية صرواح، وسط تطورات ميدانية متسارعة أثارت حالة من القلق بين السكان المحليين، الذين أعربوا عن مخاوفهم من مزيد من الضربات الجوية.

استهداف العاصمة صنعاء بالغارات الأمريكية

وفي العاصمة صنعاء، ركز الطيران الأمريكي غاراته على مواقع حيوية للحوثيين في شمال المدينة، مستهدفًا حي النهضة ومعسكر الفرقة الأولى مدرع. من بين أبرز المواقع التي طالها القصف كان معسكر “براش” الواقع في جبل نقم، حيث تعرض لست غارات متتالية. بالإضافة إلى ذلك، استهدفت سبع غارات أخرى مخازن أسلحة تابعة للحوثيين، مما أدى إلى تفجير هذه المواقع وإثارة حالة من الذعر لدى السكان المحيطين، حيث تحطمت نوافذ المنازل القريبة جراء شدة الانفجارات.

رد الحوثيين بإطلاق صاروخ على مأرب

بالتزامن مع الغارات الجوية الأمريكية، رد الحوثيون بإطلاق صاروخ بالستي استهدف مدينة مأرب، مما زاد من أضرار المناطق السكنية وأدى إلى إصابة بعض المدنيين. جاء هذا الهجوم بعد استغلال الطيران الأمريكي لتحليق الأباتشي في أجواء المدينة، مما وفر فرصة للحوثيين لتكثيف هجماتهم الصاروخية. التصعيد العسكري المتبادل يعكس مستوى التوتر بين الجانبين ويشير إلى أن المرحلة القادمة قد تشهد تفاقمًا في الهجمات المتبادلة.

من جهته، يرى المراقبون أن الغارات الأمريكية جاءت في سياق محاولة لردع الحوثيين وتجفيف مصادر قوتهم العسكرية في المناطق الاستراتيجية. ومع ذلك، يظل التصعيد الميداني بين الجانبين مؤشرًا خطيرًا لتفاقم الصراع في اليمن، خاصة وأن هذه العمليات تحمل معها أعباء إنسانية كبيرة على المدنيين.