نادر نور الدين يحذر: التدهور الاقتصادي يهدد صحة المواطنين بعواقب خطيرة

الآثار السلبية للتدهور الاقتصادي على صحة المواطنين تثير مخاوف واسعة، وهو ما لفت إليه الدكتور نادر نور الدين، الخبير الدولي في مجال الغذاء والحبوب، حيث سلط الضوء على تداعيات الوضع الاقتصادي المتردي على الأنظمة الغذائية للمصريين، مشيرًا إلى الانخفاض الحاد في استهلاك الأسماك واللحوم بمعدلات تفوق كل التوقعات، وهو ما يعكس هشاشة النمط الغذائي لدى شريحة كبيرة من المواطنين، خاصة الأطفال والشباب، مما يؤدي إلى جيل يعاني من مشكلات صحية كثيرة.

تداعيات التدهور الاقتصادي على التغذية في مصر

التدهور الاقتصادي في مصر أثر بشكل ملحوظ على الغذاء الصحي للمواطنين، حيث شهدت معدلات استهلاك الأسماك تراجعًا حادًا من 26 كيلوجرامًا سنويًا إلى حوالي 20 كيلوجرامًا فقط للفرد، مقارنة بالمعدلات العالمية التي تراوح بين 70 و90 كيلوجرامًا. كما انخفض معدل استهلاك اللحوم للفرد بنسبة 50% ليصل إلى 2.1 كيلوجرام سنويًا فقط، مقارنة بـ4.2 كيلوجرام في السابق، بينما يظل المتوسط العالمي عند حاجز 42 كيلوجرامًا. هذا التدهور في استهلاك العناصر الغذائية الأساسية يهدد بظهور أمراض سوء التغذية والأنيميا التي تؤثر سلبًا على المهارات الجسدية والذهنية لدى الأجيال المستقبلية.

الانعكاسات الصحية والنفسية على المواطنين

يتجلى تأثير انخفاض الاستهلاك الغذائي على الأطفال والشباب، حيث يحذر الخبراء من ظهور جيل متقزم يعاني من مشكلات الصحة العامة وسوء التغذية. وفقًا للدكتور نادر نور الدين، فإن نقص البروتينات يؤثر على النمو الجسدي والعقلي بجانب تزايد احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة أبرزها الأنيميا. ومن المتوقع أن يمتد تأثير هذه الأوضاع الصحية إلى النواحي النفسية والسلوكية، حيث يمكن أن يكون هناك ارتفاع في معدلات العنف والدوافع العدوانية الناجمة عن العجز الغذائي وصعوبات المعيشة.

كيفية معالجة الوضع وتحسين التغذية

تتطلب معالجة هذا الوضع دعمًا حكوميًا مدروسًا لمواجهة تداعيات التدهور الاقتصادي على الصحة العامة. يمكن تحسين التغذية من خلال تخفيض أسعار السلع الغذائية الأساسية، وتطبيق برامج حماية اجتماعية شاملة تدعم الفئات الأكثر ضعفًا، بجانب إطلاق حملات توعية غذائية لتحسين الثقافة الصحية والاجتماعية. تعد استراتيجيات تحسين الإنتاج المحلي وإدارة الموارد الاقتصادية بحكمة من أولويات حل الأزمة الراهنة.

يسلط هذا التقرير الضوء على التحديات الكبيرة أمام مصر، حيث أن التعامل مع منظومة الغذاء بشكل فوري وحاسم أصبح ضرورة ماسة لتجنب كارثة صحية واسعة النطاق.