ارتفاع أسعار النفط 1% مع تراجع المخزونات الأمريكية يعزز الأسواق العالمية

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا بنسبة اقتربت من 1% خلال جلسة تعاملات يوم الأربعاء، مواصلة صعودها لليوم الثاني على التوالي، ويأتي هذا التقدم في ظل تقييم الأسواق لجولة جديدة من العقوبات التي استهدفت إيران، إلى جانب انخفاض مخزونات النفط الأمريكية، وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مرونة تعامله مع الصين والفيدرالي الأمريكي، ما دعم الثقة في الاستقرار الاقتصادي العالمي.

ارتفاع أسعار النفط وتأثير المخزونات الأمريكية

سجلت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي زيادات ملحوظة مع انطلاق تداولات الأربعاء، حيث بلغت أسعار خام برنت 67.99 دولارًا للبرميل، في حين استقر خام غرب تكساس عند 64.22 دولارًا للبرميل. يساهم تراجع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بشكل كبير في دعم الأسعار، إذ أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي انخفاضًا كبيرًا في المخزون بما يعادل 4.6 ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي. من المتوقع أن تُصدر الحكومة الأمريكية تقريرها الرسمي في نفس السياق مع توقعات تشير إلى تراجع إضافي قدره 800 ألف برميل، مما يعزز التفاؤل في استقرار السوق النفطية.

دور العقوبات الأمريكية على صادرات إيران

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على قطب الغاز الإيراني سيد أسد الله إمام جمعة وشبكته التجارية، مستهدفة العوائد الإيرانية من النفط وغاز البترول المسال. وفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، نجحت الشبكة في توجيه مئات الملايين من الدولارات إلى الأسواق الخارجية، مما جعلها جزءًا رئيسيًا في دعم إيران اقتصاديًا. تسعى هذه العقوبات لتقييد تحركات إيران الاقتصادية، إلا أن تأثيرها يضيف ضغطًا متزايدًا على إمدادات الخام العالمية.

تراجع التوتر التجاري بين الصين وأمريكا

شهدت الأسواق إشارات إيجابية من تصريحات دونالد ترامب حول المفاوضات التجارية مع الصين، حيث أوضح رغبته في خفض الرسوم الجمركية بشكل كبير بعد التوصل لاتفاق، في وقت أكّد فيه وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن هذه المفاوضات قد تكون مضنية لكنها ستؤدي في النهاية إلى تقليل التصعيد التجاري بين البلدين. هذا التراجع في التوترات من شأنه أن يعيد الثقة للمستثمرين في سير الاقتصاد العالمي، ويدعم الطلب على النفط بالأسواق العالمية.

بالمجمل، أظهرت أسواق النفط استجابة إيجابية لهذه العوامل المتداخلة، ويبدو أن التفاؤل بمزيد من الاستقرار الاقتصادي العالمي سيسهم في استمرار مكاسب النفط خلال الفترة المقبلة. يعكس هذا التوازن بين العرض والطلب أهمية القرارات السياسية والاقتصادية في رسم خريطة أسعار الطاقة العالمية.