التوقيت الصيفي يثير جدلاً واسعًا بين مؤيديه ومعارضيه

التوقيت الصيفي هو نظام يتم فيه تقديم الساعة بمقدار ساعة واحدة خلال أشهر الصيف، بهدف زيادة الاستفادة من ضوء النهار وتقليل استهلاك الطاقة. يُطبَّق هذا النظام في العديد من الدول حول العالم، مع اختلاف مواعيد البدء والانتهاء حسب كل دولة.

تاريخ التوقيت الصيفي

تعود فكرة التوقيت الصيفي إلى أواخر القرن التاسع عشر، حيث اقترحها عالم الحشرات النيوزيلندي جورج فيرنون هدسون عام 1895. تم تطبيق التوقيت الصيفي لأول مرة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى عام 1916، كوسيلة للحفاظ على الطاقة. بعد ذلك، تبنّت العديد من الدول هذا النظام، بما في ذلك الولايات المتحدة التي اعتمدته عام 1918.

التوقيت الصيفي في مصر

بدأت مصر العمل بالتوقيت الصيفي عام 1945، خلال الحرب العالمية الثانية، بهدف ترشيد استهلاك الطاقة. على مر العقود، تم إلغاء وإعادة تطبيق التوقيت الصيفي عدة مرات. في عام 2023، قررت الحكومة المصرية إعادة العمل بالتوقيت الصيفي، حيث يبدأ في الجمعة الأخيرة من شهر أبريل وينتهي في الخميس الأخير من شهر أكتوبر. في عام 2025، من المقرر أن يبدأ التوقيت الصيفي في مصر عند منتصف ليل الجمعة 25 أبريل، حيث يتم تقديم الساعة 60 دقيقة، ويستمر حتى الخميس 30 أكتوبر 2025.

التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

في الولايات المتحدة، يُطبَّق التوقيت الصيفي منذ عام 1918، مع بعض التعديلات على مر السنين. في ديسمبر 2024، أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن نيته إلغاء التوقيت الصيفي، واصفًا إياه بأنه “غير مريح ومكلف للغاية لأمتنا”. هذا الإعلان أثار جدلاً واسعًا بين المؤيدين والمعارضين لهذا التغيير.

تأثير التوقيت الصيفي على الصحة

أجرت مايو كلينك دراسة حديثة حول تأثير التوقيت الصيفي على صحة القلب، شملت أكثر من 36 مليون شخص بالغ في الولايات المتحدة. أظهرت الدراسة أن التوقيت الصيفي له تأثير ضئيل على صحة القلب والأوعية الدموية، مما يشير إلى أن المخاوف الصحية المتعلقة بهذا النظام قد تكون مبالغًا فيها.

الدول العربية والتوقيت الصيفي

تختلف مواعيد تطبيق التوقيت الصيفي في الدول العربية. في الأردن، يبدأ التوقيت الصيفي في آخر يوم خميس/جمعة من شهر فبراير. في فلسطين، يبدأ في آخر يوم جمعة/سبت من شهر مارس. في لبنان، يبدأ في آخر يوم سبت/أحد من شهر مارس. أما في سوريا، فيبدأ في آخر يوم خميس/جمعة من شهر مارس. هذه المواعيد قد تختلف من عام لآخر بناءً على قرارات الحكومات المحلية.

الجدل حول التوقيت الصيفي

يستمر الجدل حول فوائد وأضرار التوقيت الصيفي. بينما يرى البعض أنه يساهم في ترشيد استهلاك الطاقة وزيادة الإنتاجية، يرى آخرون أنه يسبب اضطرابات في النوم ومشاكل صحية. في الولايات المتحدة، أظهر استطلاع للرأي في مارس 2023 أن 62% من الأميركيين يرغبون في إنهاء ممارسة تغيير الساعات، مع تباين الآراء حول البقاء على التوقيت الصيفي أو التوقيت القياسي طوال العام.

في الختام، يظل التوقيت الصيفي موضوعًا مثيرًا للجدل، مع اختلافات في تطبيقه وتأثيراته بين الدول والمجتمعات.