وداع مؤثر: مسيحيو غزة يودعون البابا فرنسيس بقلوب مليئة بالألم

أبدى المجتمع المسيحي في قطاع غزة حالة من الحزن العميق بعد وفاة البابا فرنسيس، الذي اعتُبر رمزًا للسلام والصمود بالنسبة لهم. عرف البابا بتواصله الدائم مع أبناء غزة عبر مكالمات هاتفية يومية طوال فترة الحرب، مما أضفى لمسة من الأمل على قلوبهم وسط محنتهم وحصارهم، وأكد تضامن الكنيسة مع معاناتهم اليومية.

فقدان رمزي للبابا فرنسيس وتأثيره على غزة

كان البابا فرنسيس صوتًا للأمل والصلاة من أجل سلام غزة، حيث أجرى اتصاله الأخير بكاهن كنيسة العائلة المقدسة ليُعبّر عن دعمه العميق. وصف جورج أنطون، رئيس لجنة الطوارئ، وفاة البابا بالخسارة الكبرى، مشيرًا إلى أن تواصله المتواصل لم يكن يقتصر على الرسميات بل شمل جميع أفراد الطائفة في غزة، الذين لهم مكانة خاصة لدى بابا الفاتيكان. برز دور الكنيسة تحت قيادة البابا في توفير المساعدة الروحية والمادية للمجتمع المسيحي هناك.

تأثير البابا فرنسيس في الشرق الأوسط

امتدت رسالة البابا فرنسيس إلى مسيحيي الشرق الأوسط، وخاصة في لبنان وسوريا، حيث وصفوه بأنه داعم ثابت ومخلص لقضاياهم. في لبنان، تذكّر أعضاء الطائفة المارونية اهتمامه العميق ببلادهم، في وقت عصيب عانت فيه البلاد من النزاع المسلح. كما أنه خلال زيارته للعراق عام 2021، دعا إلى الوحدة والسلام وزار الكنائس المدمَّرة، مُجسدًا الصمود بوجه الكوارث. تُعد مبادرات البابا بزيارة المناطق المتضررة ونقل الرسائل الإنسانية للأطراف المتنازعة، دليلًا واضحًا على جهوده المتواصلة لإحلال السلام.

دوره في تقوية الحضور المسيحي بسوريا

سوريا كانت مجالًا رئيسيًا لعمل البابا فرنسيس، حيث ركز على إبقاء المجتمع المسيحي متمسكًا بجذوره على الرغم من التحديات. دعا المنظمات الدولية لدعم البنية المسيحية في سوريا، مشددًا على أهمية الوجود المسيحي في تنوع المنطقة، ودعا إلى تقديم حلول دائمة للحفاظ على الهوية الدينية للشعوب السورية. تجسد ذلك على أرض الواقع من خلال زياراته والمساعدات التي دُعمت عبر الكنيسة.

إن إرث البابا فرنسيس سيظل في ذاكرة شعوب الشرق الأوسط، الذين عاشوا أوقاتًا صعبة وسط الصراعات، وقد كان مثالاً حيًا للصمود، الإيمان، ودعوة نحو السلام.