فرصة ذهبية: مناخ معتدل يعزز إنتاجية القمح المحلي وجودة الصوامع بمصر

حالة من التفاؤل تسود في مصر مع انطلاق موسم توريد القمح المحلي لعام 2025، حيث بدأ في الخامس عشر من أبريل ويستمر حتى منتصف أغسطس المقبل، وتشهد الصوامع والشون إقبالًا من المزارعين لتوريد محصولهم، فيما تسعى الحكومة لزيادة الإنتاجية المحلية وتقليل الاعتماد على الاستيراد. ويثير موسم القمح المحلي هذا العام اهتمامًا كبيرًا بسبب تأثير العوامل المناخية والاستعدادات الحكومية.

تحقيق المستهدف في موسم القمح المحلي 2025

تستهدف الحكومة جمع نحو 5 ملايين طن من القمح المحلي هذا العام، مقارنة بـ3.5 مليون طن في العام الماضي، وذلك بفضل المناخ المعتدل خلال فصل الشتاء، الذي ساهم في نمو أفضل للمحصول. وتعد الأراضي الصحراوية والمستصلحة حديثًا، مثل مشروع “مستقبل مصر” ومناطق شرق العوينات، إضافة مهمة إلى الزراعة التقليدية في دلتا النيل. يشير خبراء إلى أن اعتماد سعر استرشادي للأردب يبلغ 2200 جنيه يشجع المزارعين على تحسين الإنتاج وانخفاض نسبة الهدر، خاصةً مع زيادة أسعار القمح العالمي.

التحديث في طرق تخزين القمح المحلي

تلعب صوامع التخزين الحديثة دورًا بارزًا في حماية القمح المحلي من أي تلف أو فطريات، مثل “الأفلاتوكسن”، والذي كان يصيب القمح في أنظمة التخزين القديمة كالـ”شون”. تساهم الصوامع الجديدة المجهزة بأحدث التقنيات للحفاظ على درجة حرارة منخفضة ورطوبة تحت السيطرة في تقليل الفقد والهدر إلى 10% فقط، مقارنة بـ30% في السابق. يسمح التخزين في الصوامع للمحصول بالبقاء صالحًا لمدة سنة كاملة دون أي تأثير على الجودة.

تقليل الاعتماد على استيراد القمح

رغم إنتاج مصر المتوقع هذا العام الذي يبلغ 9.3 مليون طن، إلا أن استهلاك السوق المحلي يتجاوز 20 مليون طن سنويًا، مما يجعل الاستيراد ضرورة مستمرة. إلا أن الحكومة استطاعت في السنوات الأخيرة تنويع مصادر الاستيراد خارج نطاق روسيا وأوكرانيا، بالاعتماد على دول مثل فرنسا وأستراليا وكندا، وذلك لتأمين احتياج السوق المحلي واستقرار الأسعار.

تسعى الحكومة من خلال الخطة الاستراتيجية إلى دمج استخدام التكنولوجيا الزراعية وتحفيز البحث العلمي لتحسين إنتاجية القمح. برامج دعم المحاصيل التصديرية كالموالح والفراولة قد توفر تدفقات مالية تساعد على تلبية احتياجات القمح المستورد، مما يعزز أمن مصر الغذائي في المستقبل.