ارتفاع مفاجئ: أسعار الذهب تصل لأعلى مستوياتها بسبب الحرب التجارية.

سجّلت أسعار الذهب قفزة قياسية اليوم الإثنين وسط تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، ما زاد الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل التوترات الاقتصادية العالمية. يأتي هذا التحول مدعومًا بمخاوف متزايدة من ركود اقتصادي محتمل على خلفية التصعيد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، إضافة إلى حالة القلق العام في الأسواق المالية العالمية.

تأثير تراجع الدولار على أسعار الذهب

شهدت الأسواق تفاعلًا كبيرًا مع انخفاض مؤشر الدولار، مما عزز من جاذبية الذهب للمستثمرين الذين حازوا على العملات الأخرى. فقد ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.61% لتصل إلى مستوى قياسي جديد عند 3381.47 دولارًا للأونصة، بينما سجّلت العقود الآجلة الأمريكية للذهب صعودًا بلغت نسبته 2.2% لتصل إلى 3401 دولار للأونصة. انخفاض الدولار يخفّض تكلفة شراء الذهب بالعملات الأجنبية، ما يزيد من التدفقات نحو المعدن النفيس كوسيلة للتحوّط ضد التضخم وتقلبات السوق.

الحرب التجارية وتأثيرها على المعادن

التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين يلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي ويسهم في ارتفاع أسعار الذهب. مؤخرًا، عادت طائرة “بوينغ 737 ماكس” مخصصة لشركة طيران صينية إلى الولايات المتحدة، ما يعكس تصعيد الصراع التجاري بين القوتين الاقتصاديتين. مع إعلان الرئيس الأمريكي عن دراسة فرض رسوم جديدة على واردات المعادن الأساسية بقصد تقويض هيمنة الصين في هذا القطاع، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 27% منذ بداية العام، ما يعكس دوره كوسيلة للتحوّط من الأزمات الاقتصادية وتقلبات الأسواق.

أداء المعادن الأخرى بجانب الذهب

لم تقتصر المكاسب في سوق المعادن النفيسة على الذهب فقط. فقد ارتفعت الفضة بنسبة 0.1% لتصل إلى 32.63 دولارًا للأونصة، والبلاتين بنسبة 0.2% ليصل إلى 969.20 دولارًا للأونصة. على النقيض، شهد البلاديوم تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 959.20 دولارًا، ما يعكس التنوع في أداء المعادن النفيسة وفقًا للعوامل المؤثرة في السوق. في ظل هذه المعطيات، يظل الذهب الوجهة الأولى للمستثمرين.

ختامًا، تتزايد أهمية الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات، حيث يعكس أداؤه تغيّر الأوضاع الاقتصادية العالمية. يتوقع الخبراء استمرار التحركات الديناميكية لأسعار الذهب في ظل تصاعد الحرب التجارية وتداعياتها الاقتصادية الشاملة.