فضيحة مدوية: زعيم الديمقراطيين يطالب بإقالة وزير الدفاع الأمريكي بسبب التسريبات

أثارت فضيحة “سيجنال” الأخيرة جدلاً واسعًا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم توجيه اتهامات لوزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث بتسريب معلومات عسكرية حساسة عبر تطبيق الدردشة “سيجنال”. وقد دفع هذا الأمر بالزعيم الديمقراطي في مجلس الشيوخ تشاك شومر للمطالبة بإقالة الوزير فورًا بسبب ما وصفه بـ”تعريض حياة الأمريكيين للخطر” بعد كشف معلومات تفصيلية حول الغارات الجوية في اليمن.

فضيحة تسريبات سيجنال: كيف بدأت القصة؟

بدأت الأزمة عندما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن تسريب معلومات سرية من قبل وزير الدفاع بيت هيجسيث عبر تطبيق “سيجنال”. وفقًا للصحيفة، تضمنت التسريبات جداول الغارات التي استهدفت جماعات الحوثيين في اليمن، وتم نشر هذه المعلومات في مجموعة تضم 12 شخصًا فقط، بينهم زوجته وشقيقه ومحاميه. المثير للدهشة أن هذه التسريبات وقعت قبل أن يتم تعيينه رسميًا وزيرًا للدفاع، مما زاد الوضع تعقيدًا، خاصة في ظل معالجة المعلومات عبر هاتفه الشخصي وليس الحكومي.

التداعيات السياسية والأمنية لفضيحة سيجنال

أصبحت قضية تسريبات “سيجنال” محل انتقادات واسعة داخل الأوساط العسكرية والسياسية، حيث تساءل مسؤولون عن قدرة إدارة دونالد ترمب على حماية المعلومات الحساسة. من جهة، نفت وزارة الدفاع (البنتاجون) حدوث أي تسريبات رسمية، ولكن التقارير الإخبارية أكدت أن مجموعة “سيجنال” التي جُمعت فيها هذه المعلومات شملت أسماء بارزة مثل نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، مما أثار تساؤلات حول المعايير الأمنية المتبعة في المؤسسات العسكرية.

هل يمكن احتواء أزمة تسريبات وزير الدفاع؟

تحاول إدارة دونالد ترمب تقليل تداعيات الأزمة عبر نفي التهم الموجهة لبيت هيجسيث، لكن الفضائح المستمرة بشأن التسريبات تزيد من موجة الغضب السياسي. وتتنوع الانتقادات بين وصفه “بالتهور” من قبل قيادات عسكرية وحتى مطالبات شعبية بضرورة محاكمته بتهمة تعريض الأمن القومي للخطر. من جهة أخرى، لم تقدم الإدارة حتى الآن تفسيرًا مقنعًا حول سبب مشاركة شخصيات غير حكومية بالمعلومات الحساسة، مما يضع مصداقيتها على المحك.

في النهاية، تظل قضية تسريبات وزير الدفاع عبر “سيجنال” نقطة ضعف بارزة في إدارة الأمن القومي الأمريكي، وقد تكون لها تبعات قانونية وسياسية مباشرة على منصب هيجسيث، فضلاً عن فتح الباب أمام مراجعات شاملة للإجراءات الأمنية داخل وزارة الدفاع الأمريكية.