مصالح الغابات تحجز كميات ضخمة من الفلين المسروق في جيجل

يشهد قطاع الغابات في ولاية جيجل تحديات جديدة مع ارتفاع نشاط عصابات تهريب الفلين، المادة التي تتميز بقيمتها الاقتصادية العالية، ما دفع السلطات لتكثيف جهودها للحفاظ على هذا المورد الطبيعي. وفي عملية نوعية، تمكنت عناصر الغابات من حجز كمية معتبرة من الفلين المسروق في منطقة لعشاش، حيث كانت المجموعات الإجرامية تخفيها بطرق محكمة تهدف إلى التمويه والتغطية على نشاطها.

تفاصيل عملية ضبط الفلين المسروق في غابات جيجل

في إطار حملة مراقبة دورية قادتها عناصر الغابات بولاية جيجل، تمكّن المسؤولون من اكتشاف شحنة هامة من الفلين المسروق كانت مخبأة داخل قنوات إسمنتية كبيرة تستخدم لتصريف مياه الأمطار. هذه الأقنية توجد على الطريق الغابي في منطقة لعشاش، وهو ما يعكس ذكاء ودهاء العصابات في اختيار مواقعها. المهربون عمدوا إلى تعبئة الفلين داخل أكياس ضخمة تم تجهيزها بعناية لإخفائها عن الأنظار استعدادًا لنقلها لاحقًا.
العملية أسفرت عن حجز الكمية وإطلاق تحقيق شامل يستهدف الكشف عن الجهة أو الأفراد الذين كانوا خلف هذه الجريمة. وتشير المؤشرات الأولية إلى أنّ هذه العمليات تدار من قبل شبكات إجرامية منظمة، تهدف إلى تحويل الفلين المسروق وتهريبه خارج البلاد.

تصاعد نشاطات تهريب الفلين واستهداف غابات جيجل

تشهد غابات جيجل موجة من السرقات المستمرة للفلين، والتي تصاعدت بشكل واضح خلال الأشهر الأخيرة. إذ تشير تقارير محلية إلى الضبط المنتظم لكميات كبيرة من المادة في كل من الغابات والطرقات الرئيسية من قبل عناصر الغابات والدرك الوطني. وتمثل غابات ولاية جيجل نقطة استهداف مهمة لهذه الشبكات الكبرى، حيث يتم استغلال هذا المورد الطبيعي بشكل غير قانوني بهدف التكسب السريع.
ومن المثير للقلق أنّ هناك دلائل على علاقة هذه الشبكات بالسوق الأوروبية، إذ يتم تهريب الفلين المسروق بعد قيام الورشات غير القانونية ببعض التحويلات عليه، مثل الورشة المكتشفة حديثًا في بلدية الميلية التي كان يديرها أشخاص من جنسيات أجنبية، بينهم مواطن برتغالي.

كيف تؤثر سرقة الفلين على الاقتصاد المحلي؟

لا يخفى أنّ تهريب الفلين يمثل تهديدًا اقتصاديًا وبيئيًا كبيرًا، حيث إنه:

• يؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية التي تحتاج عقودًا للتجدد.
• يتسبب في تراجع دخل الولاية من هذه المادة التي تُستخدم في صناعات مختلفة.
• يخلف أضرارًا جسيمة على النظام البيئي نتيجة إزالة أشجار الفلين بشكل عشوائي.

يمكن القول إنّ السلطات أمام تحدٍ كبير للحد من هذا النشاط غير القانوني عبر تكثيف المراقبة والاستعانة بتقنيات حديثة للتحقق من الأوضاع في المناطق الغابية النائية. تزايد هذه العمليات يشير إلى ضرورة تعزيز التعاون مع المجتمع المحلي للحد من الجرائم المرتبطة بالفلين، وذلك لحماية الموارد الطبيعية والحفاظ على استدامتها للأجيال القادمة.