صحة غزة: انهيار خطير يخرج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة!

وسط تصاعد الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، أصبحت معظم المستشفيات في القطاع خارج الخدمة، حيث أكدت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال يستهدف المنظومة الصحية بشكل صارخ وممنهج. وترافق هذا التصعيد مع قصف مستشفى المعمداني، الذي يعد من آخر المستشفيات التي كانت تقدم الخدمات الطبية الطارئة، ما ينذر بكارثة صحية وبيئية على سكان القطاع المحاصر.

الهجوم الإسرائيلي على مستشفى المعمداني يفاقم الوضع الصحي

في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، تعرض مستشفى المعمداني بمدينة غزة لقصف مباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من تلقي المستشفى إنذارات للإخلاء مسبقاً. استهدف القصف مبنى العمليات، الذي يحتوي على أقسام حيوية مثل قسم الجراحة، ومحطة الأكسجين، وقسم الرعاية المركزة. يُعد هذا الهجوم خطوة جديدة ضمن سلسلة الاعتداءات التي طالت البنية الصحية في القطاع.

هذا التصعيد العسكري ضد المؤسسات الصحية يأتي مع حرمان القطاع من الأدوية الضرورية وتطعيمات الأطفال، ما أدى إلى استنزاف القدرات الطبية بشكل غير مسبوق. المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، الدكتور خليل الدقران، أكد أن المنظومة الصحية تتعرض للتدمير الشامل، محذراً من كارثة صحية وبيئية تلوح في الأفق.

معظم مستشفيات غزة خارج الخدمة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية

تواجه منظومة الصحة في غزة انهياراً شبه كامل، حيث أشارت الإحصائيات إلى أن أكثر من 80 مركزاً صحياً في القطاع تعرض للتدمير، بالإضافة إلى أكثر من 140 سيارة إسعاف تم استهدافها بشكل مباشر. تأتي هذه الأرقام لتعكس حجم الكارثة، إذ باتت المستشفيات خارج الخدمة وسط تزايد الإصابات والضحايا الناتجة عن الهجمات المكثفة.

ومن الجدير بالذكر أن مستشفى المعمداني كان من بين القليل من المستشفيات التي استمرت بالعمل رغم الضغوط، لكنه الآن خرج من الخدمة بعد استهدافه الأخير، مما يزيد من معاناة المرضى والمصابين الذين يفتقرون للمأوى الطبي.

تحذيرات من تداعيات بيئية وصحية كارثية

في ظل التصعيد الإسرائيلي والحصار المفروض على غزة، تواجه المنطقة خطر انفجار أزمة بيئية وصحية كبرى. منع إدخال الأدوية وتطعيمات الأطفال يهدد بنشوء أوبئة وأمراض لا يمكن السيطرة عليها. وأكد الدكتور خليل الدقران أن القطاع “على أعتاب كارثة بيئية وصحية”، مشيراً إلى تأثير نقص الوقود والأدوات الطبية على القدرة الاستيعابية للمرافق الطبية.

لتجاوز هذه الأزمات المتعددة، يتطلب الوضع تحركاً دولياً عاجلاً لفتح ممرات آمنة لإدخال المستلزمات الطبية الأساسية، وضمان حماية المنشآت الصحية وفقاً للقوانين الدولية. الوضع الإنساني في غزة لم يعد يحتمل التأجيل، فالحصار والقصف المستمر يضعان حياة الملايين على المحك، ويعززان الدعوات لإنهاء هذا التصعيد.