35 شهيدا فلسطينيا بينهم أطفال ونساء إثر قصف إسرائيلي لمنازل وخيام نازحين على منطقة “آمنة” بغزة وحماس تعتبر استهداف مشفى كمال عدوان “جريمة غير مسبوقة بحق الإنسانية” في ظل صمت وعجز دولي
غزة ـ الأناضول ـ ا ف ب: استشهد 28 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، في غارات شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي ليل السبت الأحد في قطاع غزة، وفق ما أفاد الدفاع المدني، استهدفت إحداها منزل عائلة واحدة ومدرسة تؤوي نازحين قال الجيش إن حماس تستخدمه.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن المنظمة أحصت “28 شهيدا وعشرات المصابين إثر مواصلة الاحتلال للعدوان والقصف الجوي والمدفعي على قطاع غزة الليلة الماضية وصباح اليوم” الأحد.
وأضاف أن “13 شهيدا سقطوا في استهداف الطيران الحربي الليلة الماضية منزلا مكوّنا من ثلاثة طوابق في دير البلح وسط القطاع” مشيرا إلى أن غالبية الشهداء من عائلة “أبو سمرة، وبينهم ثلاث نساء وأطفال”.
وأفاد مصور وكالة فرانس برس بأن عددا من السكان كانوا يبحثون عن ناجين وسط الأنقاض، فيما بحث آخرون عمّا يمكنهم استعادته من مقتنيات. وفي مجمّع قريب، غطّيت بالأكفان جثث مرصوفة أرضا.
وقال نعيم الرملاوي المقيم في دير البلح “نحن نعاني ونمر بأزمات شديدة وكل يوم نفقد أناسا وأشخاصا من أهلنا وأحبابنا”، وأعرب عن أمله بأن تكون الهدنة وشيكة بما يتيح “العيش الكريم بدلا من البؤس الذي نعيشه”.
كما استشهد 7 فلسطينيين بينهم طفلان وأصيب آخرون، الأحد، بقصف الجيش الإسرائيلي خيام نازحين ما أدى لاشتعال النيران فيها بمنطقة وصفها الجيش سابقا “آمنة” غرب مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية للأناضول بارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على مدينة خان يونس إلى 7 فلسطينيين، بينهم طفلان، بعدما كان العدد الأولي 3 قتلى.
من جانبه، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة في بيان، أن طواقمه تمكنت من انتشال عدد من القتلى والمصابين من موقع القصف.
وفي وقت سابق، أعلن الدفاع المدني في بيان: “طواقمنا تتعامل مع استهداف إسرائيلي لخيام النازحين قرب المستشفى البريطاني بمواصي خان يونس”.
فيما أفاد شهود عيان للأناضول بأن القصف الإسرائيلي أدى إلى اشتعال النيران في خيام النازحين، حيث هرع المواطنون وطواقم الدفاع المدني لمحاولة السيطرة على الحريق.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف “بناء على معلومات استخباراتية” عنصرا من حركة الجهاد الإسلامي، معتبرا أن حصيلة الشهداء المذكورة لا تتوافق مع المعلومات المتوفرة لديه.
على صعيد متصل، أفاد بصل بسقوط “8 شهداء على الأقل وعدد من المصابين في مدرسة موسى بن نصير التي تؤوي آلاف النازحين في حي الدرج” في شمال شرق مدينة غزة.
وأكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ “ضربة دقيقة” خلال الليل استهدفت مسلحين من حماس يعملون هناك.
وأفاد بيان عسكري أن “مركز قيادة وسيطرة لحماس… كان داخل” مجمع المدرسة في شرق المدينة، مضيفا أنه استخدم “للتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية” ضد القوات الإسرائيلية.
– حياة مرضى ومصابين في خطر –
أطهرت لقطات لفرانس برس المدرسة المدمرة حيث امتزج الركام وآثار الدماء.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة إنه “تم انتشال جثث 3 شهداء جميعهم في العشرينات من العمر، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منزلا في شرق مدينة رفح” في جنوب قطاع غزة.
كما أشار إلى أنه “تم نقل 4 شهداء وعدد من المصابين إثر استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية سيارة مدنية في شارع الجلاء في مدينة غزة، ونقلوا إلى مستشفى المعمداني” في المدينة.
وأكد مصدر أمني إسرائيلي طلب عدم كشف هويته، استهداف السيارة.
وقال متحدث عسكري إنه يتعذّر على الجيش الإسرائيلي التعليق على غارات أخرى أفاد بها الدفاع المدني في غزة.
في الأثناء قال مدير مستشفى كمال عدوان الطبيب حسام أبو صفية في تصريح لفرانس برس إن “جيش الاحتلال طالب عبر مكبرات الصوت فجر اليوم باخلاء فوري لمستشفى كمال عدوان، والقصف المدفعي واطلاق النار من الطائرات المسيرة يتواصل بشكل مكرر على أقسام المستشفى خصوصا قسم الحضانة”.
وأضاف “لدينا 80 مريضا ومصابا في المستشفى، حياتهم وحياة الطاقم الطبي معرضة لخطر الموت، حيث اضطر الجميع للنزول للطابق الارضي في قسم الجراحات ولا نعرف مصيرنا” مناشداً العالم بـ”التدخل الفوري لحماية المستشفى والمرضى والطاقم الطبي”.
في اتصال مع فرانس برس قال الجيش الإسرائيلي إن لا علم له بأي ضربات على المستشفى، أحد المرفقين الطبيين الأخيرين اللذين ما زالا يعملان في شمال غزة.
ووصفت حركة حماس، الأحد، الإبادة الإسرائيلي المستمر في شمال قطاع غزة، واستهداف مستشفى “كمال عدوان”، بأنه “جرائم غير مسبوقة بحق الإنسانية”.
وقالت الحركة في بيان: “ما يتعرض له شمال قطاع غزة من قصف متواصل، واستهداف صهيوني لمستشفى كمال عدوان، جرائم غير مسبوقة بحق الإنسانية”.
وأضافت أن “جيش الاحتلال يواصل قصفه الوحشي وتدميره الممنهج لمناطق شمال القطاع، خصوصا جباليا ومخيمها وبيت لاهيا، مستهدفا مراكز الإيواء والمدارس، ويركز قصفه على مستشفى كمال عدوان”.
وأكد البيان أن “الاحتلال يهدد بإخلاء المستشفى (كمال عدوان) من المرضى والجرحى والنازحين”، معتبرا ذلك “جريمة تطهير عرقي وتهجير قسري غير مسبوقة، في ظل صمت وعجز دولي”.
وأشادت الحركة بحملات التضامن الشعبي العالمي مع الشعب الفلسطيني، مثمنة دعم “جماعة أنصار الله” والقوات المسلحة اليمنية، رغم “العدوان الهمجي الأمريكي البريطاني الصهيوني”.
ودعت حماس الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، من شعوب وحكومات وقوى وكيانات، إلى “بذل الجهود والتحرك بكل الوسائل لدعم شعبنا والوقوف إلى جانب حقه في إنهاء الاحتلال الإرهابي عن الأرض والمقدسات”.
وفي شمال قطاع غزة، انقطعت الكهرباء عن مستشفى “كمال عدوان”، بعد استهداف الطائرات الإسرائيلية مولدات الكهرباء داخل المشفى.
في السياق ذاته، قال شهود عيان للأناضول إن مسيرات إسرائيلية استهدفت مولدات الكهرباء وخزانات الوقود بالمستشفى الواقع في بيت لاهيا ما أدى لانقطاع التيار بالكامل في المستشفى.
وقال مدير المستشفيات الميدانية بـ”صحة غزة” مروان الهمص، في بيان الأحد، إن الوضع في المستشفى “صعب”، وإن الاتصال مقطوع مع الطواقم الطبية.
وأشار الهمص، إلى أن الجيش الإسرائيلي أنذر بإخلاء المستشفى دون إعطاء وسائل لإخراج المرضى.
والأحد، قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، في مقطع مصور من داخل غرفة العناية المركزة بالمستشفى إن القصف الإسرائيلي للمستشفى لم يتوقف منذ أمس (السبت).
– محادثات وقف إطلاق النار –
وقالت حماس السبت في بيان مشترك مع الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إنّ وفودا تمثّل الفصائل الفلسطينية الثلاثة اجتمعت في القاهرة مساء الجمعة واتفقت على أنّ “إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أيّ وقت مضى إذا توقف العدوّ عن وضع اشتراطات جديدة”.
وأكّد البيان “حرص الجميع على وقف الحرب على شعبنا”.
وجرت الأسبوع الماضي مفاوضات غير مباشرة في العاصمة القطرية الدوحة بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية وقطرية.
في الفاتيكان، ندد البابا فرنسيس مجددا الأحد بـ”قسوة” الغارات الإسرائيلية على القطاع، وقال بعد صلاة التبشير “بألم أفكر في غزة، في كل هذه القسوة، في الأطفال الذين يتعرضون لإطلاق النار، في قصف المدارس والمستشفيات. يا لها من قسوة”.
واتهمت إسرائيل البابا بـ”ازدواجية المعايير” إثر تنديده بقصف استهدف أطفالا في غزة.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان “إن تصريحات البابا مخيبة للآمال بشكل خاص لأنها منفصلة عن السياق الحقيقي والواقعي لحرب إسرائيل ضد الإرهاب الجهادي (…) وهي حرب متعددة الجبهات فرضت عليها منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر”.
أضاف البيان “كفى اتباعا لمعايير مزدوجة والتصويب على الدولة اليهودية وشعبها”.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: