في أول زيارة رسمية له إلى سوريا، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، نجيب ميقاتي، قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع.
وتأتي زيارة ميقاتي، بحسب بيان الحكومة اللبنانية، استجابة لدعوة الشرع، في وقت يسعى فيه البلدان إلى تحسين العلاقات الثنائية وسط المشهد السياسي المتغير بسرعة في المنطقة.
وقال قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، عقب محادثاتهما إن اللقاء تناول، مشاكل التهريب والودائع السورية المتراكمة في المصارف اللبنانية وترسيم الحدود بين البلدين”.
“من المبكر جدًا” الحديث عن شبعا
وقال ميقاتي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الشرع: يجب ضبط بعض الأنشطة على الحدود بشكل كامل، وخاصة عند المعابر غير الشرعية، من أجل وضع حد لكل عمليات التهريب بين لبنان وسوريا، وتحدث أيضاً عن ضرورة معالجة وضع اللاجئين السوريين العائدين إلى سوريا من لبنان.
وأوضح ميقاتي أنه يتمنى أن لا يطغى التعاون على هذه الجبهة على الحاجة المستمرة إلى تسوية “قضية ترسيم الحدود”، وأعلن أنه سيتم تشكيل “لجنة لبنانية سورية” من أجل “إيصال هذه العملية إلى خاتمة ناجحة”.
وقال الشرع، إنه يعتقد أيضًا أن “قضية الحدود تشكل أولوية مطلقة”. لكنه أشار أيضًا إلى أن الحكومة السورية الجديدة لم تتول مهامها إلا منذ شهر واحد، وأنها ستضطر إلى التعامل مع “العديد من القضايا” وتحتاج إلى “الوقت”.
وقال خلال المؤتمر الصحفي إن “الأولوية الحالية في سوريا هي الوضع الداخلي والوضع الأمني وضبط السلاح من قبل الدولة ومن ثم طمأنة الدول المجاورة”.
وأضاف “نحن ما زلنا في الاجتماع الأول ونأمل أن نلتقي بشكل متكرر إن شاء الله، ويجب مناقشة العديد من المواضيع في الأيام القليلة المقبلة، وقضية الحدود هي الأولوية القصوى”.
وعندما سئل الرجلان عن قضية مزارع شبعا المتنازع عليها، والتي تعتبرها الأمم المتحدة جزءاً من مرتفعات الجولان السورية الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي حالياً، تجنب الرجلان الرد على السؤال. فقال ميقاتي إن مزارع شبعا جزء من قضية الحدود، وقال الشرع إنه من المبكر جداً مناقشة هذا الأمر.
سوريا ستبقى على مسافة متساوية من الجميع
وأكد الشرع، أن القيادة السورية الجديدة لن تمارس “تدخلات سلبية” في لبنان، وقال: “في سوريا سنبقى على مسافة واحدة من الجميع في لبنان وسنحل المشاكل بالتشاور والحوار”.
وعن الرئيس اللبناني المنتخب حديثا جوزيف عون، قال الشرع إن حكومته “أعلنت بالفعل دعمها.. .رغم أننا لا نعرفه ولم تكن لنا أي علاقات معه حتى الآن”.
وتابع “أعتقد أنه ستكون هناك علاقات استراتيجية طويلة الأمد، ولدينا مصالح مشتركة كبيرة جداً مع لبنان، ونأمل أن يكون الوضع في لبنان مستقراً بوجود الرئيس جوزيف عون أو نجيب ميقاتي إذا أعيد تعيينه”.
وأضاف الشرع “إننا نمنح أنفسنا الفرصة لبناء علاقة دائمة في الفترة المقبلة، على أساس سيادة لبنان وسوريا، وستكون هناك علاقات استراتيجية دائمة ذات مصالح مشتركة كبرى”.
وقال ميقاتي “هذه الزيارة رائدة وما شاهدته في ما يتعلق بالعلاقة بين بلدينا يطمئنني”.
قوة سوريا
كانت سوريا قوة سياسية وعسكرية مهيمنة في لبنان لمدة ثلاثة عقود، حيث تدخلت أثناء الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، وتورطت في اغتيال العديد من الشخصيات السياسية. وفي عام 2005، سحبت سوريا قواتها تحت ضغط دولي في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
ومنذ بدء العمليات العسكرية في سوريا والتي أدت إلى سقوط نظام الأسد، شهدت منطقة الحدود سلسلة من الاشتباكات والحوادث بين الجماعات المسلحة وقوات الحكومة الجديدة في دمشق.
وبدأت المواجهات في محافظة طرطوس الساحلية، معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع، ثم اشتدت في وقت لاحق حول بلدة تلكلخ السورية في محافظة حمص، على بعد أقل من خمسة كيلومترات من الحدود اللبنانية.
كما قصف الجيش الإسرائيلي منطقة الحدود عدة مرات، على الرغم من الاتفاق الذي من المفترض أن ينهي عدوانه على لبنان.
اقرأ أيضاًخبير في شئون الحركات الإسلامية: سوريا على شفا نزاعات داخلية بين الجولاني وأتباعه «فيديو»
رئيس وزراء اليونان: هناك ارتباط واضح بين تطورات الأوضاع في سوريا وغياب الاستقرار في ليبيا
«مصطفى بكري» يوجه رسالة قوية لنتنياهو: أنتم دخلتم سوريا في غفلة وهذا لن يتكرر مع مصر