فلسطيني يروي تفاصيل لحظاته المؤلمة التي عاشها خلال استخدامه الجيش الإسرائيلي كـ”درع بشري” في شمالي غزة: شفت الموت

فلسطيني يروي تفاصيل لحظاته المؤلمة التي عاشها خلال استخدامه الجيش الإسرائيلي كـ”درع بشري” في شمالي غزة: شفت الموت

فلسطيني يروي تفاصيل لحظاته المؤلمة التي عاشها خلال استخدامه الجيش الإسرائيلي كـ”درع بشري” في شمالي غزة: شفت الموت

غزة/ حسني نديم/ الأناضول- قال الشاب الفلسطيني حازم علوان، الذي أفرج عنه الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة، بعد 8 أشهر من الاعتقال، إن الجيش يستخدم المعتقلين دروعا بشرية خلال اقتحامه المنازل والمباني في شمال قطاع غزة.
ونقل الشاب علوان، من سكان مدينة جباليا في شمال قطاع غزة لمراسل الأناضول، شهادات مؤلمة عن وضع مدير مستشفى “كمال عدوان”، الدكتور حسام أبو صفية، الذي يقبع في السجون الإسرائيلية تحت ظروف قاسية للغاية.
وقال علوان، إن الجيش الإسرائيلي “حقق معه داخل معتقل زيكيم شمالي غزة، قبل استخدامه درعا بشريا في عملياته بالعسكرية بشمال القطاع”.
وأضاف: “أجبرت على تنفيذ مهام خطيرة شملت ارتداء زي الجيش الإسرائيلي وخوذة الرأس العسكرية وتزويدي بكاميرا ودخول منازل قد تكون مفخخة تحت تهديد التعذيب الجسدي والنفسي، بهدف فحص المنازل قبل دخول الجنود إليها”.
وأشار علوان، إلى أن الجيش الإسرائيلي “استخدمه درعا بشريا في جباليا، حيث أجبر على مرافقة الفرق العسكرية أثناء اقتحام المنازل والمباني، ما شكّل خطرًا كبيرًا على حياته”.
وأردف: “كان الجيش الإسرائيلي يضربنا في مناطق حساسة، ويهددنا بالموت في حال رفضنا تنفيذ الأوامر”.
وفق علوان، فإن “استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية ممارسة شائعة في شمال القطاع، حيث تصطحب كل فرقة عسكرية 5 إلى 6 معتقلين فلسطينيين في تحركاتها”.
وتحدث الشاهد عن حادثة مروعة وقعت لأسير فلسطيني يدعى محمد نبهان، حيث “أصيب إثر تفجير منزل أثناء وجوده بداخله، ليُنقل إلى المستشفى ولم يُعرف مصيره بعد”.
وفي حديثه عن ملابسات اعتقاله، أوضح علوان، أن “الجيش الإسرائيلي اعتقله أثناء وجوده في مدرسة الفاخورة التي كانت تؤوي نازحين في جباليا، حيث قام الجنود بتكبيل يديه وتعصيب عينيه واقتياده إلى معتقل زيكيم”.
** دمار كبير
وخلال اصطحاب الجيش الإسرائيلي له درعا بشريا عاين علوان، حجم الدمار الهائل في شمال قطاع غزة.
وأشار إلى أن الجيش “كان يجبر المعتقلين على دخول المنازل أولًا للتأكد من خلوها من أفراد المقاومة الفلسطينية أو العبوات الناسفة”.
ومؤكدًا أن هذه الممارسات الإسرائيلية تشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، قال علوان: “كانت المنازل خالية أحيانًا، وفي أحيان أخرى نجد مدنيين من كبار السن أو عائلات ما زالت تحتمي داخلها”.
وخلال الفترة الماضية، أطلق الجيش الإسرائيلي سراح عشرات المعتقلين الفلسطينيين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية جراء التعذيب.
ومنذ أن بدأ عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر 2023، اعتقل الجيش آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون بالطواقم الصحية والدفاع المدني، وأفرج لاحقا عن عدد ضئيل منهم، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولا.
وكشفت منظمات حقوقية ووسائل إعلام إسرائيلية عن تعرض معتقلين فلسطينيين من غزة لتعذيب وإهمال طبي أودى بحياة العديد منهم في مراكز اعتقال إسرائيلية.
** لقاء الدكتور أبو صفية
وفي حديثه للأناضول، قال علوان، إنه التقى خلال التحقيقات معه في سجن زكيم قبل أيام من الإفراج عنه بمدير مستشفى “كمال عدوان” شمال قطاع غزة الدكتور حسام أبو صفية، حيث تشارك معه الزنزانة ليومين.
وفي 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان، حيث أضرم النار فيه ما أدى إلى خروجه عن الخدمة، واعتقل أكثر من 350 شخصا كانوا داخله، بينهم مدير المستشفى أبو صفية.
وفي البداية، نفى الجيش الإسرائيلي اعتقال أبو صفية، لكنه عاد وأقر بذلك لاحقًا، مع استمرار حجب أي معلومات عن مكان احتجازه، ما يجعله في حالة إخفاء قسري.
لكن منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية تعتقد أن السلطات الإسرائيلية تحتجز أبو صفية، حاليا، في معتقل “سدي تيمان” سيئ السمعة.
ويقع معتقل “سدي تيمان” داخل قاعدة عسكرية في صحراء النقب، وأنشأه الجيش الإسرائيلي مباشرة بعد شن حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ونقل إليه العديد ممن اعتقلهم في القطاع، بينهم أطفال وشباب وكبار في السن.
وتقول تقارير حقوقية وإعلامية إن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا في هذا المعتقل انتهاكات فظيعة بحق المعتقلين، وأذاقوهم فيه مختلف أصناف التعذيب والإهانة.
وقال علوان، إن “آثار التعذيب كانت واضحة على جسد أبو صفية، الذي بدا منهارًا نفسيًا”.
وأضاف: “كان التعذيب الذي تعرض له أبو صفية شديدًا، خاصة في قدميه ورأسه”.
وأكد علوان: “كان يشكو من آلام شديدة في قدميه ورأسه”.
وتابع: “كان الجنود يسألون أبو صفية عن طبيعة عمله في المستشفى وعن مزاعم بوجود أنشطة للمقاومة داخله”.
وأوضح علوان، أن الدكتور أبو صفية “في خطر شديد ويحتاج إلى تدخل فوري لإنقاذ حياته”.
ووجّه علوان رسالة عاجلة إلى المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية “بضرورة التدخل لإنقاذ حياة الدكتور أبو صفية وبقية الأسرى الفلسطينيين الذين يعانون من الانتهاكات الإسرائيلية”.
وشدد على أن “ما يتعرض له الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، من تعذيب واستخدامهم دروعا بشرية، يمثل جرائم حرب يجب محاسبة الاحتلال عليها”.
وبيّن علوان، أن هذه الممارسات تستهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني تحت غطاء الحملة العسكرية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: