ترامب يثير التساؤلات بمشاركته فيديو انتقاد لنتنياهو

ترامب يثير التساؤلات بمشاركته فيديو انتقاد لنتنياهو

نشرت صحيفة الجارديان، مقالًا حول مقطع فيديو نشره الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشال”، وجه من خلاله انتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب نشر مقطع فيديو مثيرًا للجدل يصف فيه الخبير الاقتصادي جيفري ساكس بنيامين نتنياهو بألفاظ نابية، لافتة إلى أن ذلك جاء بعد أسابيع فقط من قول رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الاثنين أجريا مناقشة “ودية للغاية حول مفاوضات الرهائن والسياسة تجاه سوريا”.

كما اتهم ساكس، نتنياهو، في المقطع الذي شاركه ترامب، “بالتلاعب بالسياسة الخارجية الأمريكية وخوض حروب لا نهاية لها في الشرق الأوسط”.

لماذا شارك ترامب الفيديو؟
ويقول كاتب المقال جوزيف جدعون، إن ترامب لديه تاريخ في إعادة نشر مقاطع وصور تنتقد سياسات المؤسسة في واشنطن، لكن إعادة النشر تأتي وسط جهود دبلوماسية مكثفة من جانب مصر وقطر والإدارة الأمريكية الحالية للتوسط في اتفاق هدنة من شأنه أن يشمل إطلاق سراح الرهائن”، ويرى جدعون إن هدف ترامب من الترويج للفيديو لم يكن واضحًا على الفور. 

لكن وبحسب الكاتب فإن تضخيم الرئيس المنتخب لتعليقات ساكس تأتي في وقت يُشكل فيه ترامب فريقًا من المؤيدين المتشددين لدولة إسرائيل، يطلق عليه مستوطنون إسرائيليون اسم “فريق الأحلام.

وفي الفيديو يقول ساكس الذي يجري معه تاكر كارلسون مقابلة، إن “نتنياهو سعى إلى استراتيجية منهجية منذ عام 1995 للقضاء على حماس وحزب الله من خلال استهداف الحكومات الداعمة لهما في العراق وإيران وسوريا”، وفي إشارة إلى نفوذ جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل يضيف ساكس خلال المقابلة: “نتنياهو أدخلنا في حروب لا نهاية لها، وبسبب قوة كل هذا على السياسة الأمريكية، فقد حقق هدفه”.

وتشير الصحيفة إلى أن ترامب اختار لمنصب وزير الخارجية، السيناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو، الذي يعارض وقف إطلاق النار في غزة ويدعو إسرائيل إلى “تدمير كل عنصر” من حماس. 

بينما ترفض من اختارها لمنصب سفيرة الأمم المتحدة، وهي ممثلة نيويورك إليز ستيفانيك، ما يأتي من الأمم المتحدة باعتبارها “بؤرة لمعاداة السامية”، وذلك لانتقاد الأمم المتحدة قتل إسرائيل للمدنيين في غزة.

أما مايك هاكابي الذي اختاره ترامب لمنصب السفير لدى إسرائيل، تلفت الصحيفة إلى أنه يرفض “المصطلحات الدبلوماسية الشائعة فيما يتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة. إذ قال هاكابي خلال زيارة لإسرائيل عام 2017 إنه (لا يوجد شيء مثل الضفة الغربية). كما كان هاكابي، وهو مسيحي إنجيلي، قد قال في وقت سابق (لا يوجد شيء اسمه فلسطيني)”.

وبيت هيجسيث، الذي اختاره ترامب لمنصب وزير الدفاع، هو أيضًا مسيحي إنجيلي “أثارت وشومه التي تحمل رموزًا مرتبطة بالصليبيين الدهشة في الدوائر الدبلوماسية”. وترامب نفسه كان قد صرح بأنه سيكون هناك “جحيم يُدفع ثمنه” إذا لم تطلق حماس سراح رهائنها قبل توليه منصبه.

ولكن يشير الكاتب إلى أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو كانت “تاريخيًا علاقة منفعة متبادلة، على الرغم من أنها كانت غير متوقعة، وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، حقق انتصارات دبلوماسية كبيرة لنتنياهو، بما في ذلك الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان في عام 2019 ودعم اتفاقيات (أبراهام) مع دول الخليج. كما استضاف ترامب نتنياهو في مار إيه لاجو خلال رحلة رئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة”.

إلا أنه وبعد أن خسر ترامب انتخابات 2020، انتقد نتنياهو لتهنئته لبايدن، ورغم كل ما سبق، يجد المقال أن عودة ترامب إلى منصبه قد تكون “مفيدة لسياسات نتنياهو التوسعية، وخاصة فيما يتعلق بتوسيع المستوطنات والضم المحتمل في الضفة الغربية”.

أما ساكس فصرح للجارديان “في حين أنه لم يكن يقدم المشورة لترامب، إلا أنه يأمل أن يشير ذلك إلى تحول في السياسة الخارجية الأمريكية، لا أعرف موقف ترامب من هذه القضايا، لكنني آمل بشدة أن يحرر السياسة الخارجية الأمريكية من قبضة سياسات نتنياهو القاسية وغير الفعالة وغير القانونية والمدمرة”.