معلومات صادمة حول استعمال السيارات الكهربائية في العمليات الإرهابية – الطاقة

معلومات صادمة حول استعمال السيارات الكهربائية في العمليات الإرهابية – الطاقة

اقرأ في هذا المقال

  • وزن السيارات الكهربائية وقدرتها الاندفاعية العالية من أسباب استعمالها في العمليات الإرهابية
  • الجيش الأميركي يدرس مخاوف المركبات الكهربائية المعادية منذ عام 2023
  • اختبار تصادم في ولاية نبراسكا يُظهر قدرة المركبات الكهربائية على تحطيم الحواجز
  • حوادث اصطدام السيارات الكهربائية من الخلف أخطر ووفياتها أعلى من غيرها

أثار تكرار استعمال السيارات الكهربائية في العمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها الولايات المتحدة، مخاوف الأمن والسلامة بين الخبراء والمراقبين، لانتشار هذا النوع من السيارات على الطرق.

وثمة وجه شبه رئيس بين هذه الهجمات الإرهابية التي حدثت خلال رأس السنة الجديدة بمدينتي لاس فيغاس ونيو أورليانز، وهو استعمال المركبات الكهربائية، بحسب تحليل اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وتشير المعلومات عن حادثة نيو أورليانز، إلى أن منفذ الحادثة كان يقود سيارة كهربائية مندفعة من طراز “فورد إف 150 لايتننغ”، وهي شاحنة بيك أب مشهورة في الولايات المتحدة.

وأسفر الدخول المتعمّد لهذه السيارة في حشد كبير من الناس في شارع بوربون عن مقتل 15 شخصًا على الأقل وإصابة عشرات آخرين.

وكان المهاجم الذي يُدعى شمس الدين جبار قد استأجر هذه الشاحنة في مدينة هيوستن عبر تطبيق إلكتروني يحمل اسم تيورو (Turo) الذي يسمح لأي شخص بعرض سيارته الخاصة للاستئجار.

حادثة السيارات الكهربائية في لاس فيغاس

أثار استعمال إحدى الشاحنات الكهربائية من طراز تيسلا سايبرترك في حادثة لاس فيغاس مخاوف المحققين من وجود صلة مباشرة بحادثة أورليانز.

إذ ليس من قبيل الصدفة أن تكون الحادثتان المروعتان منفذتين عبر مركبات كهربائية مستأجرتين عبر التطبيق نفسه، بحسب التحليل المنشور على موقع هيت ماب (Heatmap) المتخصص في أخبار المناخ والتقنيات النظيفة.

وتشير المعلومات الأولية المنشورة حول حادثة لاس فيغاس إلى أن المهاجم كان يعمل في العمليات الخاصة بالجيش الأميركي، وتعمّد تحميل صندوق الشاحنة بالألعاب النارية والبنزين وبعض أنواع الوقود مثل البروبان والبيوتان.

وانفجر صندوق الشاحنة بالفعل خارج فندق تابع لمجموعة شركات الرئيس المنتخب دونالد ترمب؛ ما أدى إلى مقتل السائق وإصابة 7 أشخاص.

شاحنة تيسلا سايبرترك التي انفجرت أمام فندق ترمب – الصورة من CBC

وأثار استعمال المهاجمين أنواعًا مختلفة من السيارات الكهربائية في العمليات الإرهابية شكوكًا حول تعمدهما ذلك، لأسباب متصلة بثقل هذه النوعية من السيارات ودرجة اندفاعها العالية مقارنة بالسيارات التقليدية العاملة بالبنزين والديزل.

نتائج اختبار تصادم تحت رعاية الجيش الأميركي

يعتقد محلل السيارات الكهربائية أندرو موسمان، أن المهاجمين استعملا هذه المركبات لإحداث أقصى ضرر ممكن، استنادًا إلى حقائق لا يمكن إنكارها حول وزن السيارات الكهربائية وقدرتها على كسر الحواجز وتحطيمها.

وتشترك هذه المخاوف مع نتائج اختبار تصادم للسيارات الكهربائية في ولاية نبراسكا (أكتوبر/تشرين الأول 2023)، إذ وجد الاختبار أن هذه السيارات قادرة على تحطيم الحواجز الفولاذية أو الأسمنتية على جانبي الطرق، كما تستطيع اختراق حواجز الحماية أمام المنشآت لأسباب عدائية.

وكان من اللافت للنظر أن هذه التجربة أُجريت تحت رعاية مركز البحث والتطوير الهندسي (ERDC)، التابع للجيش الأميركي؛ بهدف اختبار مدى قدرة المركبات الكهربائية المعادية على اجتياز الحواجز الأمنية أمام السفارات والمطارات والسكك الحديدة وغيرها، بحسب تفاصيل التجربة التي تابعتها وحدة أبحاث الطاقة.

ويشيع استعمال مصطلح “المركبات المعادية” في الإستراتيجيات الأمنية والعسكرية، ويُطلق على تلك المركبات التي تخترق حواجز الحماية الأسمنتية أو الفولاذية أمام المباني العامة والخاصة؛ بهدف الإضرار بالآخرين دهسًا أو قتلًا، أو التسبب في حوادث إرهابية عبر متفجرات تحملها.

مخاطر السيارات الكهربائية على الطرق

تشير البيانات إلى أن وزن السيارة الكهربائية “فورد 150 لايتننغ” المستعملة في عملية نيو أورليانز يزيد على 6 آلاف رطل، وهي فارغة دون إضافة البطاريات الضخمة اللازمة لتشغيلها.

بينما يبلغ وزن شاحنة تيسلا من طراز سايبرترك قرابة 3 أطنان، ما يعني أن قدرتها على إحداث الأضرار حال الاصطدام أعلى من الشاحنات التقليدية العاملة بالبنزين والديزل.

وتتزايد مخاطر السلامة العامة على الطرق بسبب الشاحنات الكبيرة وسيارات الدفع الرباعي؛ ما يمثّل خطرًا على المشاة وراكبي الدراجات والمركبات الأخرى، بحسب دراسات عملية عديدة ترصدها وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.

وقد زادت هذه المخاطر مع التحول إلى النماذج الكهربائية الأثقل وزنًا بسبب البطارية الكبيرة، بالإضافة إلى درجة الاندفاع العالية لهذه النماذج وقدرتها على الدوران الكامل من وضع السكون، على عكس المركبات التقليدية التي تحتاج إلى وقت حتى تزداد السرعة.

فقد توصلت دراسة بريطانية حديثة -حلّلت بيانات وفيات الطرق بين أعوام 2013 و2017- إلى أن احتمالات تعرُّض المشاة لحوادث مميتة بسبب السيارات العاملة بالبطارية والهجينة أعلى بمقدار الضعف من سيارات البنزين والديزل.

كما انتهت دراسة أخرى أعدتها شركة التأمين الأميركية ميتشل (mitchell)، إلى أن معدل حوادث السيارات الكهربائية من الخلف أعلى من المركبات التقليدية بسبب أنظمة الكبح المختلفة التي قد تفاجئ السائقين.

حرائق البطاريات تجذب الإرهابيين

ترتبط قضايا السلامة الأخرى المتصلة بخطورة حرائق بطاريات السيارات الكهربائية بالتفكير في العمليات الإرهابية -أيضًا- إذ يصعب إخماد هذه الحرائق بسبب مواد بطاريات الليثيوم أيون المساعدة على الاشتعال على نطاق أوسع.

ويبدو أن مهاجم لاس فيغاس قد فكّر في هذا الاحتمال بالفعل؛ إذ تعمّد تحميل الشاحنة الكهربائية من طراز تيسلا سايبرترك بمواد حارقة على أمل إحداث حريق كبير خارج عن السيطرة.

محاولة إطفاء حريق سيارة كهربائية على الطرق
محاولة إطفاء حريق سيارة كهربائية على الطرق – الصورة من medium

ورغم ذلك، فقد حاول الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا إيلون ماسك طمأنة المستهلكين، عبر زعمه أن الانفجار كان سبب المادة الحارقة المحملة في الشاحنة وليس بالشاحنة نفسها، كما زعم أن إطار الصلب المقاوم للصدأ للشاحنة الكهربائية ساعد في احتواء الانفجار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تحليل استعمال السيارات الكهربائية في هجمات رأس السنة من موقع هيت ماب.
  2. نتائج اختبار تصادم السيارات الكهربائية تحت رعاية الجيش الأميركي من نبراسكا اليوم.
  3. تحليل حوادث اصطدام السيارات الكهربائية من الخلف من شركة ميتشل للتأمين.
  4. بيانات وفيات السيارات الكهربائية على الطرق من مجلة الصحة البريطانية.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.