تراجعت الأسهم الآسيوية بعد جلسة محدودة النطاق في وول ستريت، حيث زاد حذر المستثمرين قبل إغلاق الأسواق الأمريكية اليوم الخميس وصدور مرتقب لتقرير مهم عن الوظائف في وقت لاحق من الأسبوع.
انخفضت الأسهم في اليابان وأستراليا والصين، وتراجعت العقود الآجلة الأمريكية أيضاً. هبطت أسهم شركة “إنفيديا” في تداولات ما بعد السوق بعد تقرير أفاد بأن إدارة بايدن تخطط لجولة إضافية من القيود على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي.
تضاعف التوقعات القاتمة للاقتصاد الصيني من الضغوط على الأسواق الإقليمية بعد أن أظهرت البيانات أن التضخم الاستهلاكي في الصين ضعُف أكثر نحو الصفر في ديسمبر. كما ينتظر المستثمرون تقرير الوظائف الأمريكية يوم الجمعة، والذي قد يسلط الضوء على رؤية الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية.
في الوقت نفسه، ستغلق أسواق الأسهم الأمريكية في 9 يناير، بمناسبة يوم حداد وطني على وفاة الرئيس الأسبق جيمي كارتر. وستغلق سوق السندات .
قال فينسنت تشوي، رئيس إدارة الثروات في منطقة آسيا والهادئ في “مورجان ستانلي”، على تلفزيون “بلومبرج” إن “السوق والسياسات الصينية قد وصلتا إلى مرحلة نقترب فيها من القاع”. ومع ذلك، وبالنظر إلى الجاذبية المستمرة للأسهم الأميركية، أضاف تشوي: “قد يستغرق الأمر وقتاً أطول لجذب المستثمرين العالميين إلى الصين”.
تباطأ التضخم السنوي في الصين إلى 0.1% كما كان متوقعاً، بينما انخفضت أسعار المنتجين بنسبة 2.3%، وهو أقل من التوقعات. وضعف الدولار الأسترالي بعد أن ارتفعت مبيعات التجزئة بشكل أقل من المتوقع في نوفمبر، مما يعزز فرضية خفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل. بينما كان الين الياباني أقوى قليلاً عند 158 يناً لكل دولار.
في يوم الأربعاء، استعاد مؤشر “إس آند بي 500” المستوى النفسي عند 5900 نقطة بعد أن تراجع عنه لفترة قصيرة. كما ارتفع الدولار مقابل معظم العملات الرئيسية الأخرى. واستقرت السندات الحكومية الأميركية بعد بيع ناجح لسندات بقيمة 22 مليار دولار، مما أدى إلى بعض الارتياح بعد عمليات البيع الأخيرة.
خفض وتيرة التوظيف
ووفقاً لشركة “سيتي جروب”، تراهن سوق الخيارات على أن مؤشر “إس آند بي 500” سيتحرك بنحو 1.2% في أي اتجاه بعد بيانات الوظائف الأميركية القادمة. ومن المتوقع أن يكون هذا أكبر تحرك ضمني في يوم صدور تقرير الوظائف منذ سبتمبر.
من المحتمل أن تكون الشركات الأمريكية قد قللت من وتيرة التوظيف الشهر الماضي، لتختتم عاماً من النمو المعتدل في الوظائف الذي لا يزال قوياً، ويتوقع الاقتصاديون أن يستمر هذا الاتجاه في 2025. أظهرت دراسة أجرتها مجموعة “22 في ريسيرش” (22V Research) أن معظم المستثمرين يراقبون بيانات الوظائف هذا الأسبوع بشكل أكثر دقة من المعتاد. حيث يعتقد 26% فقط من المشاركين أن بيانات يوم الجمعة ستكون “مخاطرة إيجابية”، بينما قال 40% إنها “مخاطرة سلبية”، و34% اعتبروا أن البيانات ستكون “مختلطة/أو غير ذات تأثير”.
قال توم إيساي من “ذا سفينز ريبورت” (The Sevens Report): “يرغب المستثمرون في رؤية عودة إلى البيانات المريحة التي تتماشى مع تباطؤ سوق العمل، مما يساعد في تهدئة الزيادة الأخيرة في العوائد ودعم استقرار الأسهم”.
من جهة أخرى، لم تكشف محاضر الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة عن أي تغييرات كبيرة، حيث اعتمد المسؤولون موقفاً جديداً بشأن خفض أسعار الفائدة في ظل المخاطر المرتفعة للأسعار، وقرروا المضي ببطء في الأشهر القادمة. وفي الوقت نفسه، قال عضو الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والير إنه يعتقد أن التضخم سيستمر في التراجع نحو الهدف الذي حدده البنك المركزي بنسبة 2%.
قد يتفاقم الانخفاض الأخير في الأسهم والسندات مع قلق المتداولين بشأن احتمال ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة، لكن من غير المرجح أن يصل الانخفاض إلى الحدود القصوى التي تمت مشاهدتها في عام 2022 عندما عانت الأسواق من أسوأ عام منذ الأزمة المالية العالمية، وفقاً لما قاله مايك ويلسون من بنك “مورغان ستانلي”.
يتوقع كبير استراتيجيي الأسهم الأمريكية في البنك أن يشهد النصف الأول من 2025 تقلبات، مع تحسن في النصف الثاني من العام، وفقاً لتصريحاته لتلفزيون “بلومبرغ” يوم الأربعاء. وأضاف أن الفرق بين الوضع الحالي وما كان عليه في 2022 هو أن الاحتياطي الفيدرالي كان يرفع أسعار الفائدة بشكل قوي في عام 2022 بمعدل من غير المرجح أن يتم تكراره في المستقبل القريب.